كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا ب"فورساتين"، أن قيادة البوليساريو تدشن حملة استدعاءات واعتقالات واسعة في حق أطباء وعاملين بالقطاع الصحي، بسبب تسريب معطيات حساسة حول تأزم الوضع الصحي بالمخيمات. وفي هذا السياق، اعتبر محمد شقير المحلل السياسي، أن أزمة كورونا، قد زادت من تأزم الوضع السياسي والأمني لقيادة البوليساريو، خاصة بعد مظاهر المعارضة الداخلية والخارجية التي تواجهها. مضيفا "أن لجوء القيادة إلى اعتقال الأطباء يرجع بالاساس، الى فضحهم للارقام الرسمية التي تعلنها الجهات القيادية، ويعري الوضع الوبائي التي تعاني منها المخيمات خاصة بعد تلقي المساعدات الطبية والاتجار فيها من طرف هذه القيادة". وشدد شقير الباحث الأكاديمي في حديثه مع "فبراير" على أن "حملة تكميم أفواه الأطر الطبية، هي استمرار للنهج التي درجت عليه القيادة في قمع كل الاصوات المخالفة أو المعارضة سواء كانت سياسية او عسكرية او حتى طبية". وأشار شقير أسلوب القيادة في التدبير المتبني للنهج الستاليني، وتبني الرأي الوحيد لا يمكن أن يقبل بأي أرقام مخالفة حول الحالة الصحية، داخل المخيمات لأن ذلك سيكشف امام الرأي العام الخارجي، وبالأخص المانحون الدوليون وبعض المنظمات غير الحكومية الأوروبية، مما قد يؤدي إلى قطع المساعدات عليها كما أن ذلك سيزيد من تقوية موقف معارضي القيادة التي تنتقد النهج السياسي، والفساد الذي ينخر الطغمة الحاكمة للبوليساريو وتجارها في مستقبل صحراوي المخيمات السياسي والاقتصادي والان الصحي." وحول مايقع في المخيمات، أشار منتدى "فورساتين" أنه "منذ يومين وعشرات العاملين بالقطاع الصحي داخل مخيمات تندوف، يتعرضون لحملات اعتقالات ليلية، فيما تم استدعاء البعض من طرف الامن بصورة عادية، بسبب نشرهم لمعطيات مخالفة لرواية جبهة البوليساريو بخصوص تداعيات جائحة كورونا على المخيمات، والحديث عن الوضع الكارثي وتزايد أعداد الوفيات بسبب حمى خطيرة ذات علاقة بأعراض فيروس كورونا القاتل". وأضاف بلاغ المنتدى أن "الحملة التي تقودها القوات التابعة للبوليساريو ، شملت أيضا بعض الصحفيين والشباب المدونين ممن سلطوا الضوء على الواقع المرير لقطاع الصحة بالمخيمات، وأطلقوا نداءات بإنقاذ ساكنة المخيمات، وتجاوز حالة الاستهتار التي تتعامل بها قيادة البوليساريو." يذكر أن قيادة البوليساريو وجدت نفسها محرجة أمام كم التسريبات والتسجيلات الصوتية التي أطلقها الأطباء والعاملون بالقطاع الصحي بالمخيمات، ونشروا الأرقام الحقيقية للإصابات ، وحجم الوفيات، وفضحوا رواية القيادة حول عدد الإصابات والتحكم في الوضع، وتوفر الادوية والتجهيزات بالمرافق الصحية" يضيف البلاغ. الفيديوهات المصورة، يوضح المنتدى أنها كشفت المستور داخل البوليساريو قائلا أن "هناك غياب تام للمعدات والتجهيزات التي تلقتها جبهة البوليساريو كمساعدات لمواجهة الوضع من طرف الدول المانحة، والتي تبرعت بملايين الدولارات وكميات هائلة من الأدوية والأجهزة الطبية ، لم تجد طريقها الى مكانها الصحيح، كل شيء تعرض للسرقة والبيع من طرف القيادة المجرمة التي تبيع معاناة الصحراويين وتقبض ثمنها في كل مناسبة، وتبيع كل ما يصل للمخيمات من مساعدات غذائية أو آليات أو أجهزة ، كل شيء يباع بالمخيمات." وأشار فورساتين، أنه "قد وجه ما يسمى وكيل الجبهة اتهامات خطيرة للمعنيين من بينها "‘إثارة الهلع والتشكيك في قدرات " الدولة " ، وتسريب معطيات حساسة" .وقد توعدت قيادة الجبهة المتواجدين خارج المخيمات بالاعتقال فور دخولهم الى المخيمات." وختم المنتدى بلاغه مؤكدا على أنه "لم تجد جبهة البوليساريو سبيلا لتغطية فضائحها ، سوى قمع وتخويف واعتقال الأطر الطبية التي يعول عليها في تخفيف تبعات الوباء الكارثي على ساكنة معزولة وفقيرة على كل الأصعدة ولا تملك أدنى الوسائل لمجابهة فيروس كورونا الذي هزم أعتى الأنظمة الطبية العالمية."