منذ يومين، عشرات العاملين في القطاع الصحي داخل مخيمات تندوف يتعرضون لحملات اعتقالات ليلية، فيما تم استدعاء بعضهم من طرف قيادة الجبهة الانفصالية، بسبب نشرهم لمعطيات مخالفة لرواية القيادة بخصوص تداعيات جائحة كورونا على المخيمات، والحديث عن الوضع الكارثي، وتزايد أعداد الوفيات، بسبب حمى خطيرة، ذات علاقة بأعراض فيروس كورونا المستجد. وقال "فورساتين"، منتدى دعم الحكم الذاتي في مخيمات تندوف، اليوم الأحد، إن الحملة التي تقودها القوات التابعة للبوليساريو، شملت أيضا بعض الصحافيين، والشباب المدونين ممن سلطوا الضوء على الواقع المرير لقطاع الصحة في المخيمات، وأطلقوا نداءات، لإنقاذ السكان، وتجاوز حالة الاستهتار، التي تتعامل بها قيادة "البوليساريو". ولم تقتصر الحملة على القاطنين في المخيمات، بل تجاوزتها، لتصل إلى الأطباء الصحراويين في الخارج، ممن تحدثوا عن الوضع الصحي الداخلي بكل شفافية. يذكر أن قيادة البوليساريو وجدت نفسها محرجة أمام كم التسريبات، والتسجيلات الصوتية، التي أطلقها الأطباء، والعاملون في القطاع الصحي في المخيمات، ونشروا الأرقام الحقيقية للإصابات، وحجم الوفيات، وفضحوا رواية القيادة حول عدد الإصابات، والتحكم في الوضع، وتوفر الأدوية، والتجهيزات بالمرافق الصحية. وكشفت الفيديوهات المصورة في الأيام الأخيرة الغياب التام للمعدات، والتجهيزات، التي تلقتها جبهة البوليساريو الانفصالية كمساعدات لمواجهة الوضع من طرف الدول المانحة، التي تبرعت بملايين الدولارات، وكميات هائلة من الأدوية، والأجهزة الطبية، وهي المساعدات التي لم تجد طريقها الى مكانها الصحيح. وقد وجه ما يسمى بوكيل الجبهة اتهامات خطيرة للمعنيين بالاستدعاءات، من بينها "إثارة الهلع، والتشكيك في قدرات "الدولة"، وتسريب معطيات حساسة"، بينما توعدت قيادة الجبهة الموجودين خارج المخيمات بالاعتقال فور دخولهم إلى المخيمات، منهم أطباء مقيمون في إسبانيا. وينتظر أن تستمر حملة الاستدعاءات، لتصل إلى كل المدونين، والإعلاميين المعارضين، أو ممن حاولوا إثارة الموضوع، في محاولة من القيادة لفرض روايتها، التي تكذبها الأرقام، والمعطيات الكارثية عن الوضع الصحي، وحجم الوفيات المتزايد، بسبب تداعيات فيروس كورونا، وغياب الأجهزة، والمعدات الطبية، التي شكلت فضيحة، بسبب السرقات، التي ما فتئت تتعرض لها كل المساعدات الطبية، والإنسانية الموجهة إلى مخيمات تندوف.