"بيلماون" كلمة أمازيغية أصلها "إلماون" و تعني بالعربية "بوجلود"، طقس إحتفالي إعتاد عليه المغاربة في القرى، حيث تشهد أغلب مناطق المغرب عشية يوم عيد الأضحى إحتفالات في الشارع يوقودها شباب يرتدي جلود الأكباش "الهيضورة"، واضعين على وجههم أقنعة، يقرعون الطبول راسمين من خلالها إيقاعات تتشابه و الألحان الإفريقية. كل شيء في "بيلماون" محسوب، يعتقد الكثيرون أن لباس الشباب يأتي إعتبطايا، لكن ما هو مبني للمجهول عند العديد من الأفراد أن طقس "بيلماون"، يعكس شخصيات مختلفة من حيث الزمان و المكان، تعايشت في ما بينها في وقت ماض على أرض سوس بالأخص، فتارة تكون دلالة اللباس تشير إلى لباس اليهودي وزوجته ثم تارة تراهم يشيرون إلى لباس وطريقة عيش كل من الكاهن والفلاح، والعجوز والشيخ، والنصراني والشابة الممتدة القوام. في خرجتهم المسائية، يجولون شباب أزقة المدينة معلنين عن خروجهم بتصفيرات و صيحات ذات نبرة خاصة لا يتقنها إلا "المعلمية"، لينطلقوا بتعقب المتفرجين أحيانا بالجري وراءهم. و كما جرت العادة و التقاليد فإن الشباب بفعلهم هذا ينشرون الخير والبركات وسط الحضور، خصوصا بمداعبتهم لأطراف الخروف المتبثة بالجلود التي يرتدونها. هناك الكثير من الباحثين ممن إعتبروا أن هذه الإحتفالات لها بعد ديني، وقد ربطوها بترديد الشباب لبعض الأذكار و الأناشيد الدينية، إلا أن الجانب الأخر من الباحثين إتجه إلى أن أصل هذه الإحتفالات جاء عن طريق التعايش القائم بين مختلف الديانات التي كانت موجودة بالمغرب، حيث كان يخرج المسلمون لتقاسم فرحة عيد الأضحى مع جيرانهم من مسيحيين و يهود... في الآونة الأخيرة عرفت إحتفالية "بيلماون" أو "بوجلود" تراجع كبيرا، حتى في المناطق التي كانت إلى وقت قريب لازالت متشبثة بهذا العرف، رغم إلتفاتة مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بمنطق سوس إلى هذا التقليد و تنظيم مهرجان موسمي للإحياء هذا التراث الذي أصبح يغيب في مخيلة الجيل الجديد . صورة بوجلود من إيمنتانوت