كشف دراسة حديثة أن الأطفال الأكبر سنا، والمراهقين، الأكثر نقلا لفيروس كورونا، الأمر الذي اعتبره مصطفى الناجي، أستاذ التعليم العالي أخصائي في علم الفيروسات، أنه يعود بالأساس إلى استهتار هذه الفئة من الفيروس، وعدم اتخاذهم التدابير الصحية والاحترازية، وبتالي حملهم للفيروس سيكون في الغالب بدون أعراض جانبية ما قد يؤدي إلى نقل الفيروس لأكبر عدد." وأشار مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في حديثه مع "فبراير"، إلى أن "هؤلاء المراهقين، والأطفال ينقلون الفيروس، إلى أشخاص من عائلتهم، مما قد يؤدي إلى ظهور بؤر عائلية، وإرتفاع نسب الوفيات في صفوف كبار السن، و الأشخاص الحاملين للأمراض المزمنة." وحذر الناجي من الإستخفاف بهذا الوباء، خصوصا مع "دخول فصل الصيف والإقبال على المنتجعات السياحية، داعيا إلى "ضرورة الالتزام بالتدابير الصحية والابتعاد ما أمكن عن التجمعات، واحترام التباعد الجسدي." وأشار الناجي، إلى أن"ما نشاهده في المدن والأحياء، بمختلف المناطق، يسوده سلوك التهور في التعامل مع هذا الفيروس، والاستخفاف، ما ينذر بموجة فيروس جديدة، قد تؤدي إلى فرض الحجر الصحي، من جديد في مختلف مناطق المغرب، مؤكدا أن المسؤولية في هذا السياق هي جماعية وفردية." ودعا الناجي المواطنين، إلى ضرورة الإلتزام بالتدابير الاحترازية، والوقائية، والتي تجنبنا عودة تفشي الفيروس في انتظار سنة 2021، والتي ستعرف في الغالب انطلاق تجربة اللقاح المضاد لهذا الفيروس." كما حذر الناجي، من الاستعمال غير السليم للكمامات، لأن هذا قد يحولها من وسيلة للحماية من الفيروس كورونا المستجد، إلى خطر قد ينشر الفيروس، داعيا إلى تنظيف اليدين قبل الارتداء، وعدم لمس وجهك وعينيك وفمك أثناء إرتداء الكمامات. كما دعا الناجي إلى "استبدال القناع بقناع جديد بعد كل ثلاثة ساعات، وأثناء إزالة الكمامة نصح بضرورة إزالته من الخلف (لا تلمس الجزء الأمامي من القناع). وحول طريقة التخلص منها يدعو إلى وضعها أولا في إناء به الماء الساخن ومحلول جافيل لعشرة دقائق، وبعد ذلك التخلص منها في كيس بلاستيكي، مع تنظف اليدين بالماء والصابون، وذلك لحماية عمال النظافة في حالة لمسها لهذا القناع." وأشار الناجي إلى أن" رمي الكمامة والقفازات على الأرض، سيؤدي إلى خطر تفشي الفيروس، حيث يؤهل هذا التصرف إلى إصابة البعض". الملابس والاحذية خطوات النظافة وغسل اليدين بشكل متكرر، يؤكد الناجي من أفضل الخطوات التي يمكن اتخاذها، ولكن لا يزال بإمكان الفيروس التمسك بالملابس، والأحذية، مشيرا إلى أنه " من الممكن لهذه الأخيرة أن تحمل فيروس كورونا، لذلك، يوصي بضرورة الحرص على تنظيفها. في هذا الإطار، دعا الناجي إلى تعقيم الأحذية بمحلول جافيل، أو بمحلول كحولي عند كل مرة نقوم فيها بالخروج خارج المنزل مع الحرص على خلعها قبل الدخول للمنزل كي لا يتم نشر الفيروس أثناء التنقل بين غرف المنزل. " وللإشارة فقد نقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن نسخة مبكرة من نتائج الدراسة نشرت على موقع "المركز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" أن الباحثين تتبعوا وفحصوا ما يقرب من 60 ألف شخص من المخالطين للمصابين، وخلصوا إلى أنه في المتوسط، يصاب 8ر11% من المخالطين في المنزل بفيروس كورونا. وبالنسبة لمخالطي المصابين ممن تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، بلغت نسبة الإصابة 6ر18% في غضون 10 أيام تقريبا بعد اكتشاف الحالة الأولى في المنزل نفسه – وهو أعلى معدل انتقال بين المجموعات التي تمت دراستها. وكان الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 أعوام أقل نشرا للفيروس، ومع ذلك حذر الباحثون من أن ذلك قد يتغير عند إعادة فتح المدارس. وتأتي الدراسة في أعقاب نقاش مكثف حول ما إذا كان يجب استئناف الدراسة في المدارس ومتى وكيف يتم ذلك. ويسعى الآباء العاملون في جميع أنحاء العالم جاهدين لتحقيق التوازن بين عملهم عن بعد وبين التداعيات الإضافية لإغلاق المدارس.