أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أنه "طيلة المرحلة الماضية، واصلت بلدنا المغرب، جهودها الجماعية، للتغلب على الفيروس، مؤكدا بأن"الوباء متحكم فيه، وهو ما دفعنا منذ فترة بداية مراحل التخفيف الحجر الصحي، والعودة للحياة الاجتماعية، وعودة عجلة الاقتصاد". وجاء هذا خلال الندوة المشتركة التي تعقد في هذه الأثناء، بحضور كل من العثماني، ووزيره في الصحة خالد أيت الطالب، حول اخر تطورات فيروس كورونا. و أضاف العثماني خلال الندوة، أنه "خلال هذا التخفيف، صادف عودة البؤر في مجموعة من المناطق، مؤكدا بأنه "خلال هذه الفترة بذلت الجهود الطبية والامنية للتحكم في الوباء، إذ أضحى المغرب من أكثر البلدان أمنا في العالم، وأريد هنا يقول العثماني، أن أقدم الشكر للجميع وكل من يقف في الصفوف الأمامية." وشدد العثماني على أن "التدابير الاحترازية التي اتخذها المغرب، استطاعت أن تجنب بلدنا الأسوأ، ومئات الآلاف من الإصابات، ومئات الضحايا، وهذا لا يقدر بالملايير، وتجنب وفاة مواطن واحد ربح لنا." في هذا السياق، يؤكد عزيز غالي، الدكتور والخبير في الصيدلة، أن "ثقة العثماني حول سيطرة المغرب على كورونا، هي مجرد أوهام، مع تخوف دولي من عودة الموجة الثانية للفيروس، مشيرا إلى أنه "ما يوجد واقعيا من أرقام ومعطيات يقول العكس، وبتالي طريقة تعاطي العثماني لهذا الوباء، هي سبب انتشاره، مع استهتار المواطنين بالتدابير الصحية". وأشار غالي إلى أن "ما وقع في طنجة، يبين تخبط الحكومة في ملف كورونا، فالعثماني يقول ان "الوضع مستقر ومتحكم فيه، في حين أن وزير الصحة يحذر من تفاقم الوضع بالمدينة، ودعا إلى ضرورة إرسال لجنة للوقوف على واقع الأمر هناك." وأبرز رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن "العالم الآن مازال يتخذ احترازات قوية خوفا من موجة ثانية للفيروس، مستحضرا أن "فرنسا أغلقت حدودها مع اسبانيا، وارتفاع أعداد الوفيات بكل من أمريكا والبرازيل وجنوب إفريقيا، في وقت يعبر فيه رئيس الحكومة، عن السيطرة عن الوضع، رغم تفجر العديد من البؤر المهنية، في مدينة طنجة، وتسجيل حالات الإصابة داخلها بالمئات." ودعا غالي الحكومة إلى ضرورة الوقوف على واقع طنجة، متسائلا عن استراتيجية العثماني في الحد من تفشي الفيروس داخل المدينة، في وقت يتم فيه فرض الحجر الصحي على الأحياء السكنية، فيما لاتزال المصانع والمعامل تشتغل بشكل مئة بالمئة مما يسبب بؤر مهنية وعائلية". وطالب غالي "بالتعامل مع واقع طنجة بكثير من الجرأة، ووقف المعامل والمصانع، طيلة شهر غشت، للحد من تفشي الفيروس بين العاملين، لأن العمل في هذه الظروف يقول المتحدث ذاته، يشكل خطرا على صحة المستخدمين وسيزيد من تفشي كورونا بينهم وعائلاتهم." وأشار غالي إلى أن "الجمعية المغربية لحقوق الانسان "تتوصل بعدد كبير من الشكايات، حول قلة عدد الأطر الطبية بالمدينة، وذلك بعدما أنهكتها الموجة الأولى من الفيروس، واستمرار هذه الموجة في التوسع، أدى إلى إنهاك قوة أصحاب البدلات البيضاءبالمدينة" يقول غالي. وفي هذا السياق ذاته، دعا غالي إلى توزيع المصابين بفيروس كورونا بمدينة طنجة، على المدن المغربية لنقص الضغط المتزايد على الأطر الطبية والمستشفيات هناك ."