شكل إعلان المغرب حالة الطوارئ الصحية، سدا منيعا أمام بعض المغاربية الشباب الذي يشتغلون في مدن بعيدة عن أسرهم وعائلاتهم، حيث اشترطت السلطات اجراءات جديدة من أجل التنقل عبر الجهات، الأمر الذي دفع بالبعض نحوالمخاطرة بحياتهم وقطع مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو نشره الناشط الحقوقي بمدينة اكاديررضى الطاوجني على قناته في يوتيوب، وهو يلتقي عددا من المغاربة وتقديم يد المساعدة لهم على قدر استطاعته، إذ يقطع بشكل متكرر الطريق الواقعة بين أمسكرود التابعة لإقليم أكادير، على متن سيارته بحثا عن هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل. مقطع الفيديو يظهر فيه شابا منهكا، خارت قواه البدنية غادر مدينة طاطا في الجنوب الشرقي للمملكة في اتجاه إمنتإنوت التي تبعد عنها بحوالي 300 كلم، مشيا على الأقدام لمساعدة والديه المريضين وأبنائه. وأشار الطاوجني في الفيديو إلى ان « هذا الشخص فقد وظيفته ووجد نفسه عالقا في طاطا بعد إعلان الحجر الصحي »، وتابع « لقد كان مرهقا عندما التقيت به ومصابا بكدمات في قدميه ». وفي لقاء آخر صادف اطاوجني شابين آخرين، قادمين من منطقة هوارة حيث كانا يشغلان في ضيعة فلاحية، أحدهما يريد الوصول إلى دمنات والثاني نحو برشيد، الطاوجني قدم حداءه لأحد الشبان، ووعدهم بأن يعود بعد تنسيقه مع السلطات لإيجاد حل لمشكلتهم. صحيح ان الحجر الصحي وحالة الطوارئ، جنبت المغرب الكارثة وساهمت بشكل كبير في الحد من تفشي فيروس كورونا، إلا أنها في الجانب الآخر عرضت حياة البعض للخطر لإبعادهم عن دويهم وأسرهم وفقدانهم مصدر قوتهم.