أعلنت الحكومة البريطانية الأحد انها تستعد لرفع تدابير الحجر « على مراحل »، وذلك عقب تعرضها لضغوط للكشف عن استراتيجيتها حول استئناف النشاط بعد تسجيل أكثر من 28400 وفاة بكوفيد-19. ويتوقع إعلان خريطة طريق في الأيام المقبلة من طرف رئيس الحكومة بوريس جونسون الذي درس الأطباء إمكان إعلان وفاته عقب إدخاله العناية المركزة نتيجة إصابته بالفيروس. وقال وزير الدولة مايكل غوف خلال مؤتمر صحافي « أظن أن علينا أن نعيش في ظل عدد من القيود » حتى اكتشاف لقاح. وأشار إلى أن الحكومة ستنهي الحجر « على مراحل »، مع امكان تعليق هذا المسار وفرض قيود مرة أخرى في حال حصلت طفرة في العدوى. وسجلت الأحد 315 وفاة إضافية بفيروس كورونا المستجد، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 28446 وفاة في المستشفيات ودور المسنين والمنازل، وفق الأرقام التي قدمها غوف. بذلك، تراجع عدد الوفيات مقارنة مع اليوم السابق (621)، لكن الأرقام تشهد عادة انخفاضا خلال نهاية الأسبوع نتيجة تأخر تسجيل الضحايا، لتعود إلى الارتفاع لاحقا. وبلغ عدد الإصابات المؤكدة 186599 (+ 4339)، وفق غوف. وبريطانيا التي أعلن مسؤولوها تجاوزها ذروة الوباء هي ثاني أكثر دول أوروبا تضررا بعد إيطاليا. تخشى السلطات أن يؤدي التعج ل في تخفيف التدابير التي أقرت في 23 آذار/مارس ومددت حتى 7 أيار/مايو، إلى موجة عدوى ثانية رغم انخفاض عدد حالات الاستشفاء. ولا يسمح حاليا بخروج السكان إلا للتبض ع أو تلقي العلاج أو القيام بتمارين رياضية مرتين في اليوم. وفي حوار مع جريدة « ذي صان أون سانداي »، تحدث رئيس الحكومة بالتفصيل عن تجربته مع كوفيد-19. وقال جونسون (55 عاما) إن « رغبة » في قيادة البلاد « تدفعه » إلى التعافي، على غرار ما حصل معه عقب إدخاله العناية المركزة في « لحظة صعبة جدا ». وأضاف جونسون « لم أكن في وضع جيد، وكنت أعلم بوجود خطط طوارئ. تجه ز الأطباء لما يجب فعله في حال ساءت الأمور ». وأشار المسؤول المحافظ إلى أنه كان بداية في حالة « إنكار » لخطورة وضعه، ولم يع حقيقة حالته إلا عندما بدأ الأطباء يدرسون إمكان إخضاعه للتنفس الاصطناعي. يوم الاثنين، عاد رئيس الحكومة الذي اعتبر شفاءه « أمرا استثنائيا » إلى العمل، عقب أسبوعين من مغادرته المستشفى ويومين من وضع خطيبته طفلهما، ويحمل الأخير اسم طبيبين اعتنيا بجونسون كتكريم لهما. ومنذ استئنافه نشاطه، تعرض المسؤول الأول عن إدارة البلاد إلى ضغوط ليكشف عن استراتيجيته لإنهاء الجحر، قبل أن يعلن انه سيقدم خريطة طريق لتخفيف تدابير الحجر في الأيام المقبلة. اعتبر وزير النقل غرانت شابس الاحد عبر شبكة « سكاي نيوز » أن « الوضع لن يكون بالتأكيد مثل السابق ». وفضلا عن إقرار ساعات عمل متعاقبة لتخفيف الضغط على وسائل النقل المشترك، والتشجيع على استعمال الدراجات الهوائية، تتم دراسة إمكان فرض حجر على المسافرين القادمين من الخارج. في تصريح ل »بي بي سي »، قال شابس « أنكب حاليا على درس هذه المسألة حتى لا نستورد (إصابات) عقب سيطرتنا على العدوى ». ووفق استطلاع للرأي أجرته جريدة « ذي أوبزرفر » الأحد، اعتبر 67 بالمئة من البريطانيين أنه من المبكر فتح المدارس والمطاعم والملاعب. أما في ما يخص الإنهاء المستقبلي للحجر، فتوقعت الحكومة تشغيل 18 ألف شخص بحلول منتصف أيار/مايو لتنفيذ استراتيجية فحص المصابين وتتبعهم، في موازاة استعمال تطبيق تتب ع لمخالطيهم طو رته الأجهزة الصحي ة البريطانية. وقال شابس في هذا الصدد « سيمثل ذلك جهدا وطنيا هائلا، ويجب أن يستعمله (التطبيق) بين 50 و60 بالمئة من الناس حتى ينجح ». وسيبدأ استعمال التطبيق خلال أيار/مايو عقب إجراء تجارب أولى في جزيرة وايت البريطانية الواقعة في بحر المانش. وأقر الوزير بأنه كان من الأجدى زيادة عدد الفحوص لتتجاوز 100 ألف في وقت مبكر أكثر، اذ إن « كثيرا من الأمور كانت ستختلف » خصوصا لناحية عدد الوفيات.