شكل اعتماد المغرب على العقاقير المحتوية لمادة « الكلوروكين »، جدلا كبيرا في الأوساط الطبية، حيث أكد البعض بأن هناك دافع لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد بهذه المادة، فيما ذهب البعض إلى عدم قدرة « الكلوروكين » على محاصرة الفيروس التاجي. اليوم، وبعد مرور ما يزيد عن 30 يوما من تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا، سجل المغرب 1988 حالة إصابة، من بينها 127 حالة وفاة، و218 حالة شفاء مما يطرح علينا سؤال نجاح « الكلوروكين » في علاج المرضى المصابين بالمغرب؟، وإن أتبث فعاليته، هل المغرب يتوفر على الكمية اللازمة من الادوية لعلاج المرضى بهذه المادة؟. في هذا الصدد، كشف خبير في البيولوجيا رفض ذكر اسمه، أنه لا يمكن في هذا الوقت بالذات الكشف عن مدى فعالية « الكلوروكين » في علاج المرضى، وذلك راجع لعدة أسباب أهمها أن نسبة الشفاء ونسبت الوفيات لا تزال جد ضعيفة وفي بدايتها. وأضاف ذات الخبير في حديثه مع « فبراير »، أن التجارب السريرية بالمغرب لحد الأن لا تزال قيد الدراسة، مشيرا إلى أنه منذ اعتماد « الكلوروكين » دواء لعلاج مرضى كورونا، انطلقت مجموعة من التجارب السريرية تتعلق بفعالية هذا الدواء بمختلف المستشفيات الجامعية في المغرب، لكن خلاصتها لم نتوصل بها بعد. وأكد ذات الخبير على أن فيروس كورونا بدوره لم يكشف عن كل أوراقه إن صح التعبير، حيث أن هناك من المرضى من تعافى بدون تناول أية أدوية، وقد سجلنا في هذا الصدد حالتين بمدينة فاس، كما أن معظم الوفيات هم أشخاص يعانون بأمراض مزمنة، أو كبار في السن، أو دخلوا المستشفيات في حالة متقدمة من انتشار الفيروس، وهذه الحالات لا يمكن أن نقيس عليها فعالية الدواء. « ما يمكن التأكيد عليه هو أن الكلوروكين ليس علاج لكورونا »، يضيف المتحدث ذاته، الكلوروكين استخدم لعلاج الملاريا، وتم تجريبه في علاج العديد من الفيروسات منذ سنة 2002، وأبان عن محدودية العلاج في العديد من الأمراض، وفي حالة فيروس كورونا يستعمل كمخفف للمرض، وليس كعلاج. وختم الخبير ذاته قائلا « يجب على المغرب اليوم تنويع الدواء المقدم للمصابين بفيروس كورونا، فمنظمة الصحة العالمية نصحت باستعمال 4 أدوية، وما الكلوروكين إلا واحد منها، وبالموازاة مع ذلك يجب تشجيع التجارب السريرية من أجل الوصول إلى علاج فعال، قادر على مواجهة الفيروس التاجي. وبخصوص توفر المغرب على احتياطي الدواء الخاص بعلاج « كورونا »، كشفت لنا الدكتورة بشرى مداح، مديرة مديرية الأدوية بوزارة الصحة، أن وزارة الصحة اشتغلت على توفير جميع الادوية التي سيحتاجها المواطنين، سواء في علاج « كورونا » أو غيره من الأمراض. وأضافت ذات المتحدثة، في تصريح ل »فبراير »، أنه فيما يخص دواء « الكلوروكين » المستعمل في علاج المصابين بالفيروس التاجي، فالمغرب يوفر صناعة محلية لهذا الدواء، ولا يوجد أي مشكل فيما يتعلق بتوفير الدواء. وبخصوص الكواشف المخبرية، التي تستعمل في التحاليل المخبرية الخاصة بكوفيد 19، أكدت المتحدثة ذاتها، على أن المغرب استورد ما يكفيه من الكواشف المخبرية، مشيرة إلى أن المغرب له مصادر متعددة من دول مختلفة يستورد منها هذا النوع من الكواشف.