في خضم الانشغال بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19 ) ، وبذل الجهود لوقف انتشارها، برزت في المغرب سلسلة من المبادرات التضامنية أطلقتها جمعيات ومنظمات المجتمع المدني، على اختلاف مشاربها واهتماماتها، تسخر كل طاقاتها للمساهمة في مكافحة الجائحة عبر تقريب خدمات وتقديم مساعدات للمواطنين لتمكينهم من مواجهة هذا الظرف العصيب. ومن بين هذه المبادرات التطوعية والإنسانية، « طبيبك في دارك « ، وهي مبادرة متميزة أطلقتها حكومة الشباب الموازية كمساهمة منها في دعم جهود الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بمختلف جهات المملكة. وعبأت حكومة الشباب، لهذا الغرض، طاقما طبيا شابا من مختلف التخصصات من أجل توعية المواطنين بخطورة وتداعيات جائحة فيروس كورونا على الصحة وحياة الإنسان، وأيضا اطلاعهم على طرق الوقاية منه، وذلك من خلال الإنصات إلى تساؤلاتهم عبر وضع أرقام هاتفية رهن إشارتهم وفق برنامج موزع بين أعضاء الفريق الطبي. وقالت سهام العلوة اخصائية في التخدير و الانعاش بهيئة الدارالبيضاء ، إن مبادرة » طبيبك في دارك » تأتي استجابة لنداء الوطن في هذه المحنة التي يمر منها المغرب والعالم على حد سواء ، وتفعيلا للأدوار التي يضطلع بها المجتمع المدني في نشر ثقافة التضامن والمساهمة إلى جانب مبادرات أخرى رامية إلى تعزيز الجهود التي تقوم بها مؤسسات الدولة لتوعية المواطنين بخطورة فيروس كورونا وضمان حمايتهم. وأوضحت العلوة، العضو بحكومة الشباب الموازية، في حديث خصت به وكالة المغرب الغربي للأنباء ، أن هذا العمل تشارك فيه أطر طبية وصيدلانية، للرد على كل تساؤلات عموم المواطنين حسب برنامج تم وضعه على امتداد الأسبوع باستثناء يوم الأحد، مبرزة أن الهدف منه يكمن في تقريب الاستشارات الطبية من المواطن، وهو في بيته، بالمجان. ويروم هذا العمل، تضيف السيدة العلوة، تشجيع المواطنين على التزام بيوتهم والمساهمة في تعزيز إجراءات حالة الطوارئ الصحية، باستثناء بعض الحالات التي تستلزم التشخيص الكلينيكي أو الاستشفاء، مشيرة في نفس الآن إلى أن التوضيحات والتعليمات التي يقدمها الفريق المتطوع لهذه المبادرة لا تهم فقط فيروس كورونا، ولكن أيضا بعض الأمراض الأخرى. وذكرت بأن هذه المبادرة لقيت تفاعلا كبيرا من قبل المواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية إذ يتصلون باستمرار للاستفسار عن طرق الوقاية والعلاج في حال الإصابة بالفيروس ، وعن استعمال بعض الأدوية وغير ذلك من الأسئلة. وترتكز التوصيات التي يؤكد عليها فريق الأطباء للمواطنين ، تقول السيدة العلوة ، على تفسير مدى خطورة هذا الوباء وأعراضه التي يصعب في بعض الأحيان تحديد ما إذا كانت مرتبطة بفيروس كورونا المستجد الذي يتخذ أشكالا عدة، منها ما يشبه أعراض الإصابة بمرض الزكام ومشاكل الجهاز التنفسي، مذكرة بأن الإصابة بالفيروس تسبب لدى البعض مشاكل في حاستي الذوق والشم وفي عضلات القلب وعلى مستوى الجهاز الهضمي مما يعرض المصاب إلى اسهال حاد. وخلصت العلوة إلى أن الفريق الطبي يشدد في كل الاتصالات على التزام المواطنين بالحجر الصحي وبكل تعليمات وزارة الصحة والسلطات العمومية ، إلى جانب الالتزام ببعض الإجراءات الوقائية كغسل اليدين بشكل متكرر ووضع الكمامة على الأنف والفم دون لمسها بالأيدي والتخلص منها عبر لفها ووضعها في كيس بلاستيكي قبل رميها في القمامة ، وبالالتزام بمسافة الأمان. المصدر: لاماب- إعداد نادية أبرام