شهدت أسعار الأسهم عالميا أسوأ أداء لها منذ الأزمة الاقتصادية التي وقعت عام 2008، وهو جعل البعض يصف يوم أمس ب »الاثنين الأسود ». وأغلقت المؤشرات المالية الرئيسية في الولاياتالمتحدة أول أيام التداول هذا الأسبوع بخسائر تجاوزت 7 في المئة، في حين بلغت خسائر الأسهم الرئيسية في بورصة لندن حوالي 8 في المئة. وتكررت تلك الخسائر الكبيرة في أوروبا وآسيا إثر خلاف بين روسيا والسعودية بشأن تخفيض إنتاج النفط لتعزيز الأسعار، حسب شبكة بي بي سي. وكانت أسعار الأسهم تتراجع بالفعل بسبب المخاوف المصاحبة لانتشار فيروس كورونا عالميا. وتعرضت الأسهم في مؤشرات البورصة الرئيسية بالولاياتالمتحدة لهبوط حاد في مستهل عمليات التداول، وهو ما دفع الجهات التنظيمية إلى وقف التعامل لحوالي 15 دقيقة. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بحوالي 7.8 في المئة أو ما يعادل أكثر من 2000 نقطة، وهو أشد هبوط منذ الأزمة المالية العالمية. كما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بحوالي 7.6 في المئة و7.3 في المئة على التوالي. وتسببت الخسائر التي شهدتها بورصة لندن في تراجع القيمة السوقية لشركات بريطانية كبيرة بحوالي 125 مليار جنيه إسترليني. وانعكس هبوط الأسهم الأمريكية والبريطانية على بورصات أوروبا التي هبطت مؤشراتها الرئيسية في فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا. وجاء ذلك على خلفية غياب التوافق بين السعودية وروسيا بشأن معدل إنتاج النفط. وقالت السعودية إنها سوف تخفض الأسعار من خلال ضخ المزيد من النفط، مما أثار مخاوف حيال إمكانية نشوب حرب تسعير بين كبار المنتجين. وكانت روسيا قد رفضت مقترح منظمة أوبك بخفض الإنتاج لمواكبة تراجع الطلب على النفط بسبب فيروس كورونا. وقال محللون إن السعودية « تستعرض عضلاتها » لحماية وضعها في سوق النفط. وتراجعت أسعار النفط العالمية منذ بداية العام الجاري مع انتشار فيروس كورونا في العديد من الدول. زقال ستيوارت غليكمان، محلل أسهم الطاقة لدى مركز « سي إف آر أيه » البحثي، إن قرار السعودية بزيادة إنتاج النفط كان « مفاجئا ». وأضاف: « هذه ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها أسواق النفط صدمة، لكنها المرة الأولى التي تتلقى فيها الأسواق صدمة في المعروض وصدمة في الطلب في نفس الوقت ».