ارتفعت أسعار النفط 8%، اليوم الثلاثاء، لتتعافى من أكبر خسارة تسجلها في يوم واحد في نحو 30 عاما، في الوقت الذي يتطلع المستثمرون إلى تحفيز اقتصادي محتمل في ظل حرب أسعار بين روسيا والسعودية وتباطؤ إصابة حالات جديدة بفيروس كورونا في الصين. وصباح اليوم ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.85 دولار أو ما يعادل 8.3 بالمئة إلى 37.21 دولار للبرميل، بينما ربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.46 دولار أو 7.9 بالمئة إلى 33.59 دولار للبرميل. ونزل الخامان القياسيان 25 بالمئة أمس الاثنين، لينخفضا لأدنى مستوياتها منذ فبراير 2016 ويسجلان أكبر تراجع بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ 17 يناير 1991، حين تراجعت أسعار النفط عند اندلاع حرب الخليج. وارتفعت الأسهم الآسيوية وصعدت عائدات السندات من مستويات تاريخية متدنية في الوقت الذي أدت فيه تكهنات بتحفيز منسق من جانب بنوك مركزية وحكومات في أنحاء العالم إلى تهدئة حالة البيع من جانب المستثمرين المذعورين. كما تلقت المعنويات دفعة بعد أن زار الرئيس الصيني شي جين بينغ ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا، للمرة الأولى منذ بدء الوباء، وفي الوقت الذي تباطأ فيه انتشار الفيروس في بر الصين الرئيسي بقوة. بدورها سجلت بورصات دول الخليج انتعاشا قويا مع افتتاح التعاملات الثلاثاء، بعد تعرّضها لخسائر كبرى في الأيام الماضية، مستفيدة من ارتفاع في أسعار النفط في الأسواق العالمية. وارتفع مؤشر سوق "تداول" في السعودية، الأكبر في المنطقة، بنسبة 5.6 عند بدء التعاملات، بينما سجل سهم شركة أرامكو النفطية ارتفاعا قدره 5.5 بالمائة، محققا أول مكسب له منذ عدة جلسات. وارتفع مؤشر سوق دبي بنسبة 5.5% عند الافتتاح، بينما سجل مؤشر سوق أبوظبي ارتفاعا بنسبة 4.2 بالمائة. وسجلت أيضا بورصة الكويت التي قامت السلطات المالية بتعليق التعامل فيها ليومين على التوالي، بعد تراجع الأسهم في سوقها الرئيسي، ارتفاعا قدره 6.6 بالمائة. وارتفع كذلك مؤشر سوق قطر بنسبة 3 بالمائة، وبورصتا البحرين بنسبة 1.2 بالمائة، وبورصة سلطنة عمان بنسبة 0.2 بالمائة. وكانت الأسواق الخليجية تعرّضت لخسائر كبرى في اليومين الماضيين، على خلفية انهيار أسعار النفط في خضم "حرب أسعار" بدأتها المملكة بعد إخفاق الدول النفطية في التوصل إلى اتفاق لمواصلة خفض الإنتاج. وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن تحالف "أوبك بلاس"، تتفاوضان على الخفض الإضافي بغية وضع حد لتراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام، على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد. وسجلت أسعار النفط الإثنين أكبر خسائر لها في يوم واحد منذ ثلاثة عقود، مع انخفاض سعر خام برنت إلى 33 دولارا للبرميل، قبل أن تعود لترتفع في الساعات الماضية.