كشفت تقارير صحفية ، أن الاستخبارات الأمريكية والألمانية، استخدمتا شركة سويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات، للتجسس على أكثر من 120 بلدا، طيلة عقود . وفقما ذكره تحقيق أجرته صحيفة « واشنطن بوست الأميركية » بالتعاون مع التلفزيون الألماني « زد دي إف » ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية « إس آر إف » أمس الثلاثاء 11 فيفري 2020 ، أن شركة التشفير « كريبتو إيه جي » المختصة في بيع تجهيزات التشفير والتي لقيت شهرة واسعة بعد الحرب العالمية الثانية ، باعت تجهيزات ب »ملايين الدولارات » لأكثر من 120 بلدا. وبحسب « واشنطن بوست »، فإن قائمة الجهات التي تعاملت مع الشركة السويسرية تشمل « إيران والمجالس العسكرية في أميركا اللاتينية، والهند وباكستان والفاتيكان ». إلا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية « سي آي إيه » اشترت سرا في عام 1970 شركة « كريبتو إيه جي »، وذلك في إطار « شراكة سرية للغاية » مع جهاز الاستخبارات الألماني « بي إن دي »، الذي انسحب من الشراكة في تسعينيات القرن الماضي، لتبيع بعدها وكالة الاستخبارات المركزية شركة « كريبتو » في عام 2018. وعمدت وكالتا الاستخبارات إلى « التلاعب بتجهيزات الشركة بغية فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها في توجيه رسائلها المشفرة ». وتمكنت واشنطنوبرلين بهذه الطريقة، من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران عام 1979، وتزويد بريطانيا معلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب « فوكلاند »، ومتابعة حملات الاغتيال في أميركا اللاتينية، ومباغتة مسؤولين ليبيين خلال إشادتهم باعتداء على ملهى ليلي في برلين الغربية عام 1986 أسفر عن مقتل جنديين أميركيين، وفق « واشنطن بوست ». وجاء في تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يعود لعام 2004 اطلع عليه معدو التحقيق، أن عملية الاستحواذ على الشركة المسماة « تيزوروس » ومن ثم « روبيكون »، كانت « ضربة القرن » على صعيد العمل الاستخباري ، فيما تمكن المعدون من الاطلاع على وثائق جمعتها أجهزة الاستخبارات الألمانية. ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات الألماني، الإدلاء بأي تعليق حول التحقيق، من دون أن تنفيا المعلومات الواردة فيه ، بحسب « واشنطن بوست »، وبين المنسق السابق للاستخبارات الألمانية برند شميدباور للتلفزيون الألماني « زد دي إف »، أن « روبيكون » كانت بالفعل عملية استخبارية، مشيرا إلى أنها ساهمت في « جعل العالم أكثر أمنا ». وأثار هذا التحقيق قلق الشركة السويدية « كريبتو إنترناشونال » التي اشترت « كريبتو إيه جي »، حيث نفت وجود « أي رابط مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وجهاز الاستخبارات الألماني ». وقامت السلطات السويسرية بفتح تحقيق في الموضوع منذ 15 جانفي الماضي.