القضية الفلسطينية لها حل وحيد ومسار أوحد، لا أدري ما سبب كل هذه اللقاءات والمفاوضات والاحتجاجات والتنديدات والمؤتمرات والمسارات والمخططات. لن نسترجع أرضنا الفلسطينية وقدسنا ومسجدنا إلا بالطريقة التي اغتصبت بها، لا حل ثان أو ثالث. ما نشاهده الآن من قرارات تنزل كالصاعقة على رؤوس بعض كبار الساسة والزعماء العرب، ما هي إلا قرارات سابقة ومعدة سلفا تنتظر اللحظة التاريخية الملائمة، ألم تكن خطة جعل القدس الشريف عاصمة ل » إسرائيل » خطة قديمة توارثها العديد من الرؤساء الصهاينة والأمريكيين، وكل الرؤساء الأمريكيين تهربوا من تنفيذها، أو بالأحرى أجلوا تنفيذها إلى حين توفر شروط ذلك. العديد من المخططات والقرارات معدة سلفا بجميع سيناريوهاتها، تنتظر دورها ووقتها الملائم، منها ما هو معروف ومعلوم، ومنها ما هو سري للغاية ومحجوب عن علم الأغبياء والخونة من الحكام والقادة العرب، وتنتظر زعيما وقحا ومتهورا مثل ترامب. الذي جعل ترامب ونتنياهو يقدمان على ما سمي بصفقة القرن، ليس شجاعتهما ولا قوتهما، بل لحظة الضعف الذي تعرفه الأنظمة العربية وظهور جيل جديد من الحكام الذين أعلنوا خيانتهم للقضية الفلسطينية بوجه وقح ومكشوف، وهم يروجون للمشروع الأمريكي الصهيوني، وبتعبير أدق، الترويج للمشروع الصليبي اليهودي، ويعملون – على قدم وساق – على بيع كل شيء في الوطن العربي بثمن بخس، الأرض والبترول، والوطن والكرامة، الشعب والدين، من أجل إرضاء المحور الصليبي الصهيوني، ولو على جثث الأبرياء من أطفال اليمن وسوريا وليبيا، ولو على حساب أعراض النساء العفيفات الشريفات.. يبيعون كل شيء .. كل شيء. لذلك، ودون أن نستهلك وقتنا في سماع ضجيج بعض المحللين السياسيين والاستراتيجيين وزعماء الورق.. هناك حل وحيد ومسار أوحد، لا تفاوض فيه ولا ملتقيات ولا مؤتمرات ولا اتفاقيات ولا قرارات المجالس والمنظمات الدولية والإقليمية ولا شيء. إن الحل يبدأ بذهاب الأنظمة الخائنة لشعوبها ووطنها، وظهور جيل جديد من الحكام والشعوب الواعية والمستوعبة للمرحلة الحضارية التي تمر منها الأمة العربية، ولها تصور واضح للخروج من المأزق الحضاري، وهدف واضح يتجه نحو استرجاع التوازن الحضاري واسترجاع الكرامة التي دنسها الحكام العرب، وداس عليها المستعمر الغربي. الحل الوحيد هو زوال الكيان الغاشم، هو استئصال تلك الدولة اللقيطة التي تربت في حضن الغرب وتحت الحماية من طرف الحكام الخونة من العرب. مسار أوحد وحل وحيد.. ما دون ذلك، هو تخدير للعقول وتضييع للوقت وإهدار للطاقة. صفقة القرن.. صفعة للشعوب المقهورة كي تستفيق من غفلتها وللأنظمة العربية كي تتحسس عروشها.