انتشرت أمس الثلاثاء صور لجنازة المدونة التونسية لينا بن مهني، وظهرت فيها نساء يحملن النعش مما أثار غضبا شعبيا خاصة رواد الفايسبوك و شارك في موكب نقل الجثمان سيرا على الأقدام عدد من الناشطات الحقوقيات اللاتي أصرّرنا على حمل النعش على أكتفهن، خلافا لما درت عليه العادة في الدول الإسلامية. ورددت المشيعات والمشيعون النشيد الوطني التونسي، و شعارات كانت ترّددها الراحلة للمطالبة بالمساواة و الدفاع عن حقوق المرأة، والوفاء لدماء الشهداء. وتوفيت المدوِنة لينا بن مهني، التي كانت في طليعة الانتفاضة ضد نظام زين العابدين علي العام 2011، الإثنين عن 36 عاما بعد صراع طويل مع المرض، كما أعلن مقربون منها. وعانت الشابة الناشطة في مجال الدفاع على حقوق الإنسان من مرض مزمن لازمها عدة أعوام. وطرح اسم بن مهني نهاية عام 2011 كمرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام عقب الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق بن علي. وكتبت لأعوام حول تجاوزات نظام بن علي قبل سقوطه، رغم الأخطار التي كانت تواجهها. وكانت تتنقل إلى عدة مدن مهمشة داخل البلاد لتكتب عن معاناتها في مدونتها "بنيّة تونسية". ونقلت بن مهني الاحتجاجات الأولى ضد السلطة من خلال تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانت لينا أول المدونين الذين وصلوا إلى ولاية سيدي بوزيد نقطة انطلاق الثورة، عقب إضرام البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في جسده احتجاجا على احتجاز السلطات المحلية بضاعته في 17 ديسمبر 2010. ومثلت يومياتها حول الثورة، التي نشرتها بالعربية والفرنسية والإنكليزية، تتويجا لالتزامها بالنضال ضد الديكتاتورية. ونشرت الشابة الراحلة في 2011 كتابا بالفرنسية بعنوان "بنيّة تونسية: مدونة من أجل ربيع عربي". وواصلت بعد ذلك نضالها من أجل الحقوق الأساسية في تونس، وشاركت، رغم هشاشة وضعها الصحي، في عدة تظاهرات كان من أبرزها مبادرة لتحسين وضع المكتبات في السجون. وعاشت بن مهني التي تعمل في تدريس الإنكليزية في جامعة تونس، معاناة في الأشهر الأخيرة من حياتها نددت خلالها بأوضاع مستشفيات العاصمة.