أعلنت إدارات الإطفاء في أستراليا أمس الاثنين سيطرتها على أكبر حريق عرفته البلاد، وذلك بعد ثلاثة أشهر من مكافحته، في وقت تتزايد فيه دعوات التضامن عالميا مع ضحايا الكارثة البيئية، وسط تراجع محلي لشعبية الحكومة. ورصد رجال الإطفاء أمس نحو 140 بقعة مشتعلة في ولايتي نيو ساوث ويلز وفكتوريا، وهما الولايتان الأكثر تضررا من الحرائق، لكن السلطات تؤكد مع ذلك أنها تسيطر على الوضع بعد إطفاء عشرات الحرائق في أنحاء البلاد. وأعلنت الأرصاد الجوية أنها تتوقع هطول أمطار بكميات قد تصل إلى خمسين مليمترا الأسبوع المقبل، لتتنفس البلاد الصعداء بعد أشهر من الجفاف. وقالت السلطات الأسترالية اليوم إن مدينة ملبورن -ثاني أكبر مدينة في البلاد- وأجزاء أخرى من ولاية فيكتوريا، تعاني من أسوأ حالة لجودة الهواء في العالم بسبب الدخان. ونصحت السلطات السكان بالبقاء داخل المباني، لكن هيئة الأرصاد الجوية ذكرت أن رياحا جنوبية غربية ستبدأ غدا رفع الدخان. تضامن عالمي وبينما تساعد فرق إطفاء كندية وأميركية في إطفاء حرائق فيكتوريا، أكدت المفوضية الأوروبية أمس أن أستراليا رفضت -حتى إشعار آخر- عرضا من الاتحاد الأوروبي بإرسال رجال إطفاء أوروبيين لمساعدتها، كما أعلنت الحكومة الأسترالية تقديرها لهذا العرض. وتستضيف سيدني خلال عطلة نهاية الأسبوع حفلا غنائيا لجمع التبرعات لصالح عناصر الإطفاء والصليب الأحمر والحيوانات البرية، كما تدفقت الكثير من التبرعات لمساعدة السكان والحيوانات المتضررة. ووفقا لآخر بيانات رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، فقد توفي 28 شخصا حتى الآن في أستراليا جراء الحرائق، كما مات نحو مليار حيوان وطائر، وذلك يشمل قطعانا من حيوانات الكوالا والكنغر فضلا عن أنواع مهددة بالانقراض مثل طائر آكل العسل والببغاء الأرضي الغربي. وشاركت مجموعة من التلاميذ والفيلة في تايلند بمسيرة صامتة أمس تكريما للحيوانات التي سقطت ضحية الحرائق في أستراليا، في حين خرجت مسيرات في عدة مدن حول العالم للتذكير بخطر الاحتباس الحراري ودوره في زيادة عدد الحرائق. انعكاسات سياسية وبدأت الانعكاسات السياسية للأزمة تزداد وضوحا، حيث كشف استطلاع للرأي أجراه مركز « نيوزبول » أمس، انخفاض شعبية موريسون بسبب طريقة إدارته للأزمة، إذ قال 59% من الأستراليين الذين استُطلعت آراؤهم إنهم غير راضين عن رئيس الحكومة المحافظ، في تغيير جذري للرأي العام منذ فوزه في الانتخابات قبل شهر. ويتعرض موريسون لانتقادات شديدة، فيقول خصومه إنه أخفق في إعطاء أجوبة واضحة حول أسباب الحرائق المدمرة التي بدأت مطلع شتنبر، كما ركزوا على ذهابه في عطلة إلى هاواي الشهر الماضي. وكان موريسون قد أعلن في بداية الأزمة أن السلطات المحلية تملك الوسائل اللازمة لمكافحتها، وأن الإطفائيين المتطوعين « يريدون القيام بهذا العمل ». وأعلن أيضا أكثر من مرة أن أستراليا تفعل كل ما في وسعها للوصول إلى أهداف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، لكنه صرح بدعمه لقطاع الفحم المدرّ للأرباح رغم إضراره بالبيئة، مما دفع الكثير من الناشطين للخروج ضده في مظاهرات حاشدة. وردا على المظاهرات، اتخذ موريسون إجراءات مثل نشر الجيش وتعبئة عناصر الاحتياط والتعهد بدفع مليارات الدولارات من المساعدات ورفع مخصصات الإطفائيين المالية.