تطوعت مجموعة من مسلمي أستراليا لدعم رجال الإطفاء الذين يكافحون حرائق الغابات في ولاية فيكتوريا، في حين عبأت الحكومة مختلف هيئاتها وكذلك الجيش للسيطرة على الحرائق التي دمرت مساحات شاسعة من الغابات وتسببت في مقتل نحو 24 شخصا، إلى جانب نفوق ملايين الحيوانات. وأفادت صحيفة « ديلي ميل أستراليا » الاثنين، بأن المتطوعين المسلمين، وهم أعضاء بالجمعية الإسلامية في ضاحية نيوبورت شمالي سيدني، قاموا بإعداد وجبات لرجال الإطفاء المنهكين. ونقلت الصحيفة عن متطوع يدعى لقمان الكردي قوله « كم أسعدني أن أمنح رجال الإطفاء المنهكين بعض الطعام أو أن أدعو لهم كوسيلة لإبداء الدعم ». وأضاف أن مجموعته « شعرت بأنها ملزمة بالمساعدة بعدما رأت ما يحدث في البلاد »، مضيفا « نشاهد حرائق الغابات في أستراليا وشعرنا بأننا بحاجة لفعل شيء ما ». حرائق مدمرة وتشهد أستراليا منذ أسابيع حرائق غابات تسببت في مقتل 24 شخصا وحرق مساحة تزيد على 6 ملايين هكتار من الأراضي، وتدمير أكثر من 2000 منزل، فضلا عن نفوق ما لا يقل عن 500 مليون حيوان بين ثدييات طيور وزواحف إما حرقا أو اختناقا. ولمواجهة الأزمة الخطيرة التي نتج عنها دمار مساحة من الأراضي تساوي مرتين مساحة بلجيكا، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون تعبئة ثلاثة آلاف عسكري من الاحتياط لمساعدة رجال الإطفاء الذين باتوا منهكين. وهذه أكبر تعبئة عسكرية في تاريخ البلاد. وسبق أن تحركت سفن للبحرية ومروحيات قتالية من أجل تنفيذ أكبر عملية إجلاء في تاريخ البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، في منطقة مالاكوتا في ولاية فكتوريا، حيث احتجز أربعة آلاف شخص على الشاطئ بعدما حاصرت النيران المدينة. وتعهدت الحكومة بتخصيص 1.4 مليار دولار على مدى سنتين لجهود الإغاثة والتعويض عن الخسائر الناجمة عن الأزمة المستمرة منذ أشهر. وحوّلت حرائق غابات كارثية مساحات شاسعة من الأراضي إلى بؤر متفحمة ودمرت مساحة توازي مساحة جزيرة إيرلندا، وفق أرقام رسمية، في حين حذرت السلطات من أن الكارثة يمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر. واستفاد رجال الإطفاء الذين انضمت إليهم فرق جديدة من الولاياتالمتحدة وكندا، من تساقط المطر وانخفاض درجات الحرارة لمكافحة حرائق خارجة عن السيطرة قبل ارتفاع جديد في الحرارة تتوقعه الأرصاد في وقت لاحق هذا الأسبوع. وتجاوزت آثار حرائق الغابات المناطق المتضررة، فقد لف الدخان الكثيف ملبورن ثاني أكبر المدن الأسترالية والعاصمة كانبيرا. وأغلق عدد من الدوائر الحكومية في كانبيرا في حين اعتبرت نوعية الهواء فيها الأسواء في العالم، وفق مرصد مستقل على الإنترنت يرصد نوعية الهواء. وصنف موقع « إير فيجوال » المستقل لتقييم نوعية الهواء في المدن، كانبيرا في طليعة الدول الأكثر تلوثا في العالم، متقدمة على نيودلهي وكابل، وذلك بسبب دخان الحرائق المندلعة في الجوار. واستغل المسؤولون في أستراليا تحسن الطقس اليوم الاثنين لإعادة فتح طرق أغلقتها حرائق الغابات ونقل بعض الأشخاص إلى أماكن آمنة، رغم أن الدخان الكثيف عطل جهود الإنقاذ وتسبب في استمرار حصار مئات الأشخاص.