فتيل نار غادرة في غفلة منها عند خروجها للبحث عن قوت يومها، حول بيتها المتواضع إلى كومة رماد، لتجد نفسها متشردة رفقة أطفالها وزوجها بالشارع، تفترش الأرض وتلتحف السماء، في غياب قلوب محسنة تشفق عليها وتساعدها في إعادة منزلها كما كان لتلم فيه شمل عائلتها. سيدة بدرب السلطان درب الفقراء، وهو اسم ينطبق على حالة هذه السيدة، التي روت بعينين حزينتين أنه عند بداية اشتعال النيران، طلبت المساعدة لإطفائها دون أن يستجيب لها أحد، مضيفة أنها اتصلت برجال الإطفاء فوصلوا متأخرين حتى التهمت النار كل شيء. تقول فاطمة، « كلشي تحرق.. طلبت براد وصينية »، مضيفة أنها ومنذ احتراق بيتها، لم تعد قادرة على العيش في كومة الرماد تلك، وتظل في الشارع من الصباح إلى أن يسدل الليل ستاره. من جهته، روى الزوج ل »فبراير » بحرقة عن صدمته مما وقع لبيته الصغير، قائلا إن ابنته أتته تجري في عمله وهو يشتغل حارسا ليليا للسيارات لتخبره أن بيتهم يحترق، فعاد مهرولا ليجد النار ابتلعت بيته بالكامل، محاولا التدخل لإطفائها لكن الجيران منعوه مخافة أن يتعرض لمكروه. وأضاف زوج فاطمة، أنه رغم كل ما حدث، فإن سلامة طفلته من الحريق تساوي كل شيء، راجيا المساعدة لترميم بيته لأنه الملجأ الوحيد الذي يحميهم من واقع كان بالأمس ورديا فتحول إلى صفحة رماد .