دعا رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، خلال ترؤسه للقاء تواصلي خاص بزيارة الحكومة إلى جهة الدارالبيضاءسطات، السبت 28 دجنبر، جميع مكونات المجتمع المغربي إلى ضرورة التسلح بجرعة عالية من الوطنية لإنجاح الأوراش التنموية ببلادنا. وبعد أن شدد العثماني على « أهمية الاستقرار الذي تنعم به بلادنا بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس ووعي الشعب المغربي »، ذكر أن « بلادنا تسير في الطريق الصحيح لحل المشاكل التي تواجهنا، وعلينا أن نثمن الإنجازات المهمة التي تحققت ». و قال رئيس الحكومة إن « ورش الجهوية المتقدمة، يعد من بين الأوراش الهيكلية التي عرفتها بلادنا، « ونريد أن نجعل من هذا الورش، الذي يحظى برعاية ملكية سامية، واقعا عمليا، ونحرص على إنجاحه، لأنه سيغير بنية الإدارة وسيمكن من إصلاح لهيكلة الدولة، من خلال السير الحثيث والمتدرج على درب اللامركزية واللاتمركز ». وشدد رئيس الحكومة على أن « المرحلة المقبلة يجب أن تكون فرصة لتفعيل التعاقد بين الجهات والدولة، من خلال إبرام عقود-برامج بين كل جهة على حدة والقطاع الحكومي المعني تنفيذا للاختصاصات المشتركة الواردة في إطار برنامج التنمية الجهوية، وكذا في إطار الاستراتيجية القطاعية المعنية »، مذكرا ب »توصيات المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة التي احتضنتها أكادير أخيرا، التي ستعمل الحكومة على تنزيلها ». وتوقف رئيس الحكومة عند « اعتماد وتفعيل ميثاق اللاتمركز الذي تتوخى منه الحكومة الحد من تمركز اتخاذ القرار على مستوى الإدارات المركزية، وحصر نشاطها في الوظائف الاستراتيجية المتمثلة في بلورة تصور السياسات العمومية، مع ترك التنفيذ والتنزيل على المستوى الترابي إلى المصالح اللاممركزة للدولة، مضيفا أن تنزيل هذا الورش ينبغي أن يواكب التنظيم الترابي اللامركزي للمملكة القائم على الجهوية المتقدمة لضمان نجاعته وفعاليته، مع تعزيز آليات التكامل والتعاون والشراكة بين المصالح اللاممركزة للدولة والهيآت اللامركزية، لا سيما منها الجماعات الترابية، مع التوطين الترابي للسياسات العمومية وأخذ الخصوصيات الجهوية والإقليمية بعين الاعتبار في إعداد هذه السياسات وتنفيذها وتقييمها ». وأشار المتحدث ذاته، أن « هذه الزيارة التواصلية تأتي في إطار الزيارات التي قررت الحكومة أن تقوم بها لمختلف جهات المملكة، وذلك بتوجيهات من جلالة الملك لنعطي للجهوية واقعا عمليا في علاقتها مع الحكومة، وقد بدأنا بالجهات الأقل نمو وهذه هي الزيارة التاسعة للجهة ». وأكد رئيس الحكومة على أن الهدف من خلال هذه الزيارات، هو « تحقيق أهداف واضحة من بينها الحوار أي الاستماع المتبادل لهموم وانتظارات الفاعلين على مستوى الجهة سواء كانوا مستشارين أو رؤساء أو مسؤولين في الإدارات الترابية أو فاعلين مدنيين واقتصاديين أو منتخبين »، موضحا أن « الحوار المباشر مع المعنيين يساهم في تدقيق الكثير من الأمور ». واعتبر العثماني أن « ورش الجهوية المتقدمة يحظى برعاية خاصة من جلالة الملك، وتنزيلها اليوم هو بلورة لتوجيهات ملكية سامية، للإسراع بتمكين المغرب من جهوية متقدمة ذات مصداقية، ومعها إصلاح عميق لهياكل الدولة من خلال السير الحديث والمتدرج على درب اللاتمركز ».