فازت ربيعة عسول بنت عبد السلام بن بوسلام، بمنصب نائبة الجماعة السلالية ولاد حماد سوق الأربعاء، كأول امرأة في تاريخ الجماعات السلالية بالمغرب، وذلك عبر الانتخاب بدل التعيين المعمول به سابقا، ما يشكل فوزا مزدوجا يزاوج بين الحداثة المؤنثة والديموقراطية. وفازت ربيعة عسول، وهي تاجرة في لوازم الخياطة، وأم لطفل، بمنصب نائبة الجماعة السلالية ولاد حماد سوق الأربعاء يوم 21 دجنبر 2019، ب 135 صوتا مقابل 99 صوتا، وبنسبة مشاركة بلغت 75ر63 من أصل 371 سلالية وسلاليا مسجلا بلائحة المصوتين. « هذا الفوز شكل مفاجأة بالنسبة لي »، تقول عسول، لأنها أول مرة تتقلد فيها امرأة هذا المنصب، ولأول مرة يجرى انتخاب نائب الجماعة السلالية ولاد حماد بدل التعيين من قبل 12 شخصا، مشيرة إلى أنه « منذ سنين طويلة، كان منصب النائب حكرا على الذكور، بينما كانت المرأة مهمشة ولا صوت لها، ولم يكن لها الحق في المشاركة، سواء في التعيين أو في الاستفادة، حتى جاء خطاب الملك والقوانين التي شرعها الدستور، لتتم مساندة حق المرأة السلالية في الاستفادة إلى جانب شقيقها الرجل ». وأوضحت عسول، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن برنامجها الانتخابي ارتكز على عدة محاور منها التحديد الإداري للأراضي السلالية للجماعة السلالية ولاد حماد، ومراجعة جميع الأكرية الخاصة بالأراضي السلالية ولاد حماد، واسترجاع الأراضي التي تم أخذها بشكل غير قانوني، وتوظيف بعض الأراضي السلالية في مشاريع تعود بالنفع على السلاليين والسلاليات، وتدبير الموارد المالية بشكل جيد وبكل شفافية، وإحداث منتدى ينخرط فيه جميع السلاليات والسلاليين لتحقيق التواصل الفعال والمستمر بشأن حقوقهم، وإحداث مقر خاص بمؤسسة النائب والمجلس النيابي لتمكين المعنيين من الإحاطة بجميع مجريات الأمور المتعلقة بالجماعة السلالية. وبخصوص مقترحات النائبة السلالية التي تود التقدم بها لوزارة الداخلية بصفتها الوزارة الوصية على الجماعات السلالية، فتتضمن تنظيم تكوين لفائدة النواب الجدد في مجال تدبير الجماعة السلالية، وتزويدهم برقم أخضر من أجل الاستشارة مع السلطة الوصية في شؤون السلاليين في الحالات الاستعجالية، وتنظيم لقاء سنوي يجمع نواب الجماعات السلالية على الصعيد الوطني من أجل تبادل الآراء والأفكار، وتقاسم الخبرات والتجارب الناجحة وتعميمها على الجماعات السلالية على الصعيد الوطني. ونوهت عسول بالمناسبة، بدور جمعية ممثلي عائلات الجماعة السلالية ولاد حماد سوق الأربعاء في إنجاح تجربة الجماعة السلالية ولاد حماد من خلال « العمل الدؤوب »، قصد لم شمل الجماعة السلالية وتعزيز التواصل بين أفرادها وخلق جمعية خاصة بها وإحداث منتدى للتواصل مع السلاليات والسلاليين المتواجدين خارج الدوار وخارج الوطن، وتنظيم حملات تحسيسية مكثفة أثمرت نضجا ووعيا بالحقوق التي « طالما مورس تعتيم تام بشأنها لسد الطريق أمام ذوي الحقوق »، خاصة النساء منهم. وأشارت في هذا الصدد، إلى أنه أمام هذا التعتيم « الممنهج » (ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط يعرفون أملاك الجماعة السلالية)، تم توقيع عريضة تضم 150 موقعا من السلاليات والسلاليين، قدمت للسلطات من أجل المطالبة بتغيير النائب الذي عمر في منصبه أكثر من عقدين، والذي لم يعد سنه ووضعه الصحي يسعفانه في أداء المهام المنوطة به، حيث تم عقد لقاءات مع السلطة الوصية من أجل تعيين نائب جديد، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق، ليتم الدفع بإجراء انتخاب لأول مرة في تاريخ الجماعة السلالية بالمغرب.