نشرت صحيفة الإندبندنت الإلكترونية البريطانية تقريرا لمراسل الشؤون الدولية بورز دراغي بعنوان "وفاة الرجل القوي تعزز الشكوك في الجزائر"، أكد فيه أن وفاة رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح تعزز الشكوك في البلاد، التي تسيطر فيها المؤسسة العسكرية على الحكم لعقود. وشدد الكاتب إعلى أن قايد صالح كان هو المحرك الحقيقي للأوضاع في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة عقب انتفاضة 22 فبرايرالماضي، وأكد أن رئيس أركان الجيش، الذي ظل وفيا لبوتفليقة لسنوات، "سرعان ما انقلب على رئيسه مدعما جهود الإطاحة به". وأشار دراغي إلى مسار قايد صالح، الذي كان قائدا للقوات البرية خلال حقبة العشرية السوداء، كما وصفت، خلال تسعينيات القرن الماضي المريرة في البلاد، واستمر في مراتب عسكرية عليا لأكثر من عقدين، قبل أن يتصدر المشهد خلال الأشهر العشرة الأخيرة من الاحتجاجات الشعبية، التي استمرت برغم استقالة بوتفليقة. واعتبر الكاتب أن "صالح تمكن بكفاءة من موازنة الأمور في مواجهة المحتجين المعارضين لدور الجيش المتزايد في المجال السياسي، وقام باستخدام سلطاته طوال العام الماضي لمحاكمة وسجن ضباط كبار باتهامات الفساد، في محاولة منه لتخفيف الضغوط الشعبية على القوات المسلحة". وشدد على "أن وفاة الجنرال صالح جاءت بعد أقل من أسبوعين فقط من وضعه رئيسا جديدا للبلاد في السلطة ممثلا في رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، رغم الاعتراضات التي تشهدها أنحاء متفرقة من الدولة الغنية بالنفط، حيث عانى من أزمة قلبية مفاجئة ليرحل عن عمر يناهز 79 عاما". وتناول دراغي خليفة قايد صالح بالإنابة، قائد القوات البرية، اللواء سعيد شنقريحة، الذي ارتبط اسمه بمحاربة الإرهاب، ونوه إلى أن شنقريحة الأقل سنا، حيث يبلغ 74 من العمر، يختلف عن قايد صالح بكونه ولصغر سنه لم يشارك في الحرب التحريرية، وأشار إلى أن مقاربة شنقريحة قد تكون مختلفة عن قايد صالح مع استمرار الاحتجاجات الشعبية، التي دخلت شهرها الحادي عشر. القدس العربي