في أقل من 10 دقائق، خرج الملك على صهوة جواده من باب القصر الملكي إلى ساحة المشور السعيد، ليلتقي بجحافل الولاة والمنتخبين والعمال كل بجلبابه الأبيض الناصع، ليتقدموا للركوع له جهة تلو الأخرى. بطقوسه العتيقة الضاربة في عمق التاريخ بدأ حفل الولاء، بالنداء باسم وزير الداخلية وولاته وعماله، ليتم ترديد العبارات البروتوكلية المخزنية،إذ بدأها الحرس الشرفي بعبارات "الله يبارك فعمر سيدي" ثم يرد عليه الولاة والعمال بنفس العبارة وهو في وضعية الركوع، فيتابع الحرس الشرفي بالقول رضى عليكم قاليكم سيدي" ليلوح الملك بيده تعبيرا عن رضاه، ليتأتي دور باقي الجهات والأقاليم تباعا، في أقل من عشر دقائق على عكس السنوات الماضية التي كان يدوم فيها الحفل زهاء الخمس والأربعين دقيقة. ويرى الباحث السوسيولوجي محمد شقير أن حفل الولاء لهذه السنة جاء استثنائيا بدءا من تأجيله نظرا لتزامن عيد العرش مع الذكرى الهجرية لرحيل محمد الخامس، إضافة إلى إعلان الملك في خطابه لذكرة ثورة الملك والعب عن إلغائه لجميع المظاهر الاحتفالية الملازمة لعيد الشباب، وأضاف شقير في تصريحه ل"فبراير.كوم" أن كل هذه الاعتبارات السالفة الذكر جعلت من حفل الولاء لهذه السنة يكون متفردا في العديد من الأمور، وأضاف "لو لم تكن لحفل الولاء تلك السلطة الرمزية الضاربة في التاريخ، لكان من الممكن الحديث عن إلغاءه لهذه السنة، فتأثر الملك نظير رحيل عمته للا أمينة جعله يلغي الاحتفال بعيد ميلاده، وهو ما حتم أن يكون حفل ولاء هذه السنة يقام في وقت وجيز". وحول غياب عناصر الحكومة المغربية وبالأخص وزراء العدالة والتنمية، عبر شقير في ذات التصريح أن حضور الحكومة في حفل الولاء لم يكن يوما ضمن البروتوكولات المخزنية باستثناء وزير الداخلية، فحفل الولاء يضيف شقير يُعنى بالدرجة الأولى برجال السلطة من ولاة وعمال. ونفى الباحث أن يكون لغياب أو تغييب ممثلي العدالة والتنمية عن الحفل علاقة بخروج بعضهم عن المألوف ومطالبتهم بإلغاء مراسيم الركوع، وأضاف" لا أظن أن يخرج وزير من العدالة والتنمية بصفة رسمية بمثل هذه التصريحات، فليس لهم الشجاعة الكافية لإعلان ذلك بصفة رسمية".