احتضن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، مساء أمس الجمعة، عرضا للأزياء التقليدية المغربية، قدمت خلاله المصممة المغربية حنان الزوين، تشكيلة من آخر إبداعاتها في هذا المجال، وفي مقدمتها القفطان المغربي. واستاثرت التصاميم التي قدمتها حنان الزوين، خلال هذا العرض، باعجاب جمهور غفير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بموريتانيا، و من مواطنات ومواطني هذا البلد، وكذا من جنسيات أخرى، من خلال إبداعها لباقة من أنواع القفطان المغربي، بألوانه الزاهية وأقمشته وخاماته الراقية، وأتقنت في تزيينه بالطرز اليدوي التقليدي، الذي استلهمته من العديد من مدن المملكة، كفاس والرباط ومكناس ومراكش وغيرها، حيث نجحت بامتياز في التعريف بهذا الموروث الثقافي والحضاري المغربي. كما قدمت هذه المصممة، المقيمة في موريتانيا منذ عدة سنوات، أنواعا أخرى من الأزياء التقليدية المغربية، من قبيل الجلابة و »التكشيطة » و »الجبادور »، والتي نالت برمتها إعجاب الحضور واستحسانه، إذ أبانت عن علو كعبها وهي تقدم نماذج أنيقة من هذه الأزياء في تصاميم أضفت عليهما لمسة عصرية، اختارت لها ألوانا عصرية، وحافظت في الوقت ذاته على طابعهما التقليدي الأصيل (التطريز، الأحجار الكريمة، الحزام..). واحتفت حنان الزوين كذلك بالأزياء التقليدية الموريتانية، باعتبارها ضيف شرف هذا العرض، وخاصة « الملحفة » و »العباية »، اللتين أضفت عليهما لمسة مغربية خالصة، إذ صممت نماذج رائعة من هذين الزيين، وزينتها ب »السفيفة الحريرية » وكذا بالأحجار الكريمة، وهو ما حظي بإعجاب المواطنات الموريتانيات اللواتي حضرن العرض، الذي شاركت فيه عارضات من المغرب وموريتانيا وتونس ومن بلدان إفريقية أخرى. واختتمت المصممة المغربية عرضها، الذي جرى على نغمات الموسيقى الأندلسية والشعبية المغربية، وأخرى موريتانية، بتقديم تشكيلة من الألبسة العصرية، والتي أضفت عليها هي الأخرى لمسة مغربية تقليدية. وقالت الزوين، في كلمة قبل انطلاق العرض، إن موضوع هذا الأخير هو « الزي المغربي التقليدي، الذي هو جزء لا يتجزأ من موروثنا الثقافي ودليل على أناقة المرأة المغربية »، مضيفة أن « مفاجأة هذا العرض هو المزج الجميل بين اللباس الموريتاني الذي تتألق فيه المرأة الموريتانية بأناقتها وجمالها، وهي ترتدي أجمل الملحفات وبين الصناعة التقليدية المغربية ». ومن جهته، قال مدير المركز الثقافي المغربي بنواكشوط، سعيد الجوهري، في كلمة بالمناسبة، إن الزي النسائي المغربي يعد موروثا ثقافيا أصيلا وعريقا، يتجدد عبر الزمان والمكان. وأضاف أن هذا الزي، الذي جابت شهرته أرجاء المعمور، اليوم كما في الأمس، هو نتاج تلاقح عدة حضارات منها، على وجه الخصوص، الأندلسية والعربية والأمازيغية والافريقية والمتوسطية، مشيرا إلى أن العرض، الذي امتزج فيه الموروث المغربي والموريتاني، جسد التواصل الحضاري القائم بين البلدين. يذكر أن هذا العرض هو الأول من نوعه لحنان الزوين بموريتانيا، علما بأنه سبق لها أن نظمت عدة عروض للأزياء بالمغرب.