قالت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمنة ماء العنين، تعقيبا على استقبال رئيس حزب التجمع الوطني للاصلاح والتنمية تواصل- في الشقيقة موريطانيا، لمن يُعتبر وزير خارجية جبهة « البوليساريو »، إن « موقف حزب العدالة والتنمية طبعه بعض التسرع والارتباك أملته حساسية قضية الصحراء المغربية داخليا، كما أملاه قرب حزب تواصل (حزب اسلامي) من حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية ». وأكدت النائبة المثيرة للجدل، في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، أن « توضيح نائب الأمين العام كان موجها للداخل المغربي أكثر منه لحزب تواصل أو الأشقاء الموريطانيين، وكأنه أي حزب العدالة والتنمية يحاول نفي تهمة لم توجه إليه وهي اقدام رئيس حزب قريب منه في دولة شقيقة على الاستقبال المذكور ». وأضافت ماء العنين، أن « حزب العدالة والتنمية اختار أن يصدر ما سماه « توضيحا » رغم أنه غير مجبر على اصدار توضيح بخصوص موقف حزب ينتمي الى دولة أخرى مهما كان قربه الايديولوجي منه، كما أن لغة التوضيح اعتبرت مستفزة لحزب تواصل الذي أجاب برفضه أن تقوم أي جهة من الجهات بتحديد المواقف التي عليه اتخاذها ». وشددت المتحدثة ذاتها أنه « لا يجب أن يشعر حزب العدالة والتنمية بأي حرج تجاه الداخل او الخارج لمجرد أن حزب صديق له، تربطه به علاقات تاريخية، اتخذ موقفا سياسيا معاكسا لارادته واختياراته الوطنية لأن الدولة نفسها تتفاجأ في أحيان كثيرة بمواقف مناوئة لمصالحها من طرف دول وأنظمة صديقة، ذلك أن للعلاقات الدولية منطق يحتكم الى المصلحة أولا وأخيرا ». وأردفت ماء العينين « ما قد يجهله بعضنا أن حزب تواصل يعرف انقساما بين أعضائه كما يعرفه الشعب الموريطاني نفسه، ما بين مؤيد لسيادة المغرب على صحرائه وما بين داعم لأطروحة البوليساريو الانفصالية بما يعتبرونه خلفية تحررية، كما قد يجهل بعضنا أن حزب العدالة والتنمية حزب مغربي متشبث بوحدة بلده الترابية باعتبارها ثابتا وطنيا ودستوريا وهو امر طبيعي، غير أن حزب تواصل هو حزب موريطاني له سيادة على قراراته وله تأثر بتوازنات بلده الداخلية ». واعتبرت امنة ماء العنين أن « قرار استقبال مسؤول البوليساريو من طرف رئيس حزب تواصل هو قرار خاطئ، غير أن حزب العدالة والتنمية كان متشنجا في توضيحه حيث ضمنه ما يشبه التهديد بتأثر علاقته القوية بحزب تواصل بما حدث، وهو ما استفز هذا الحزب وجعله يرد دفاعا عن نفسه ». وعادت ذات النائبة لتأكد على رأيها بخصوص نزاع الصحراء، قائلة إن رأيها « ثابت بضرورة تبني الدبلوماسية المغربية الرسمية والحزبية والجمعوية والشعبية، لمقاربة تقوم على الهدوء والاقناع والحوار، خاصة بعد عودة المغرب للاتحاد الافريقي الذي تتمتع فيه البوليساريو بالعضوية ». وذكرت ماء العينين إخوانها في الحزب إلى أنه « يجب الانتباه الى أن أحزابا « اسلامية » أخرى في المنطقة المغاربية تعرف نفس النقاش الداخلي بخصوص قضية الصحراء المغربية ما بين داعم ومناوئ، مما يتوجب معه تطوير منهجية استباقية هادئة للتعامل مع ما يمكن أن يصدر عنها في هذا الإطار، بما يحقق الاقناع وكسب المزيد من الدعم، بدل خلق الصراع الذي يُبدد رصيدا هاما من العلاقات يجب أن يستثمر لصالح شعوب المنطقة وتنميتها ».