وضعت اللجنة الإقليمية لليقظة بإقليم ميدلت برنامج عمل من أجل مواجهة آثار التساقطات الثلجية والمطرية وموجة البرد القارس التي تعرفها مختلف جماعات الإقليم. وقال عامل إقليم ميدلت، مصطفى النوحي، خلال اجتماع اللجنة، اليوم السبت، إن كافة السلطات والإدارات المعنية معبأة من أجل التخفيف من آثار موجة البرد التي يعرفها الإقليم، خاصة في ظل التساقطات الثلجية. وأبرز النوحي أن الجميع على وعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا المجال، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل تخفيف آثار موجة البرد القارس والظروف المناخية الصعبة على السكان. وشدد على ضرورة تحسيس الساكنة بالاهتمام بمضمون النشرات الإنذارية الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، وكذا إيلاء الأهمية الكبرى للفئات الهشة، خاصة أطفال المدارس والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومساعدتهم والتكفل بحاجياتهم في هذه الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى الفلاحين. وذكر بالعمل المنجز من قبل المصالح المعنية التي تعبئ موارد إضافية لمواجهة هذه الظروف المناخية، لاسيما على مستوى الآليات والمعدات اللوجستيكية ووسائل التطبيب. وبالمناسبة، قدم رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة الإقليم، بدر ابن الأكحال، معطيات حول إقليم ميدلت، وحدوده الجغرافية، والإجراءات المتخذة من أجل التخفيف من آثار موجة البرد. وأشار إلى العمل المنجز عبر تفعيل اللجنة الإقليمية لليقظة وتتبع المخاطر الناتجة عن موجة البرد، واللجان المحلية لليقظة، وإحصاء الدواوير والساكنة المحتمل تعرضها لموجة البرد، وتحيين جميع المعلومات المتعلقة بها. وأضاف أنه يبلغ عدد الدواوير الواقعة بالمناطق المعرضة لموجة البرد 219 دوارا، موزعين على 24 جماعة ترابية، مشيرا إلى الآليات المعدة لإزاحة الثلوج، والتدابير المتعلقة بتتبع حالة انقطاع التيار الكهربائي وشبكة الهاتف، وعمليات التدخل بواسطة طائرات الهيليكوبتر، وإحصاء وتتبع أماكن الرحل، وكذا عملية نقل وإيواء مرضى القصور الكلوي. من جهته، أكد المندوب الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، محمد المريني، على جاهزية مصالح المندوبية للقيام بالأعمال الخاصة بفك العزلة عن المناطق المتضررة. وأوضح أن المندوبية تقوم بأعمال استباقية للموسم الشتوي من أجل تقديم المساعدة للسكان المتضررين، مبرزا أنها تتضمن إعداد تقرير حول الاستعدادات الضرورية للموسم الشتوي، وتكوين مركز للقيادة، وصيانة الآليات والمعدات. كما تتعلق هذه الإجراءات، يضيف المندوب الإقليمي، بتوفير اللوحات التشويرية، وإحصاء المقاطع الحساسة ونقط انقطاع الطرق، والتنسيق مع مصالح الوزارة في الأقاليم المجاورة ومع مختلف السلطات والمصالح الإقليمية في إطار لجنة اليقظة. وذكر بتعبئة الوسائل البشرية واللوجستية (أطر، تقنيون، سائقون وعمال)، وبعمليات التدخل التي تتم بعد التوصل بالنشرات الجوية الإنذارية، والتحاق فرق التدخل بالملاجئ الطرقية، وتنظيم دوريات تقنية على الشبكة الطرقية وتنظيم التدخلات في حالة تساقط الثلوج. من جانبها، قدمت السيدة فاطمة شبعتو، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت، معطيات حول عدد الأطباء في الوسطين القروي والحضري، مشيرة إلى تزويد المراكز الصحية والاستشفائية بالعديد من المعدات والتجهيزات البيوطبية الجديدة. وأوضحت الاستعدادات الجارية لتقديم المساعدة الطبية لسكان المنطقة، مؤكدة أن المندوبية الإقليمية للصحة تنخرط، وعلى غرار السنوات الماضية، في التنزيل الفعلي لبرنامج « رعاية »، حيث تم عقد اجتماع جهوي تحضيري لهذه العملية، واجتماعات تحضيرية مع رؤساء المراكز الصحية والاستشفائية، والعمل على تنزيل بعض دوريات وزارة الصحة الخاصة بهذا المجال. وأبرزت أن عملية « رعاية 2019-2020 » تنظم خلال الفترة من 15 نونبر الجاري إلى 30 مارس 2020، وذلك في سياق تنفيذ مقتضيات المحور المتعلق بتعزيز مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، وشبكة المؤسسات الطبية والاجتماعية وتطوير الصحة المتنقلة، خصوصا في العالم القروي. من جهته، قدم المندوب الإقليمي للتربية والتكوين، عبد الرزاق غزاوي، عرضا حول الإجراءات الرامية لتجاوز تأثيرات موجة البرد القارس على السير العادي للدراسة في المؤسسات التعليمية المعنية. وأكد على الاستعدادات الاستباقية للمندوبية التي تهم، على الخصوص، تنسيق جميع التدخلات مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات بعض المؤسسات التعليمية. وذكر أنه يتم العمل على توفير التدفئة المركزية للأقسام الداخلية في أفق تعميمها على جميع الداخليات، وتوفير التموين الكافي القابل للتخزين، وإحداث خلايا اليقظة الدائمة بجميع اللمؤسسات التعليمية. وعبر باقي المتدخلين، خلال هذا الاجتماع، عن استعدادهم التام لتعبئة الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية لمواجهة أي طارئ، واتخاذ جميع الإجراءات والتدابير حفاظا على سلامة الساكنة وممتلكاتها.