حطت الطائرة العسكرية المكسيكية التي تقل الرئيس البوليفي ايفو موراليس في المكسيك الثلاثاء، بحسب لقطات قنوات التلفزة المحلية، فيما يفترض أن يعي ن مجلس الشيوخ في لاباز رئيسا للدولة بالوكالة. واتجهت الطائرة فورا إلى المكان الذي يفترض أن يستقبل فيه موراليس من قبل وزير خارجية المكسيك مارسيلو ايبرارد، في مطار مكسيكو الدولي. وكان ايبرارد أعلن خلال مؤتمر صحافي ان الطائرة العسكرية التي تقل موراليس ينتظر وصولها « اعتبارا من الساعة 11,00 » (17,00 ت غ). واشار الى « رحلة طويلة » يقوم بها موراليس حيث ان عدة دول منعت تحليق طائرته فوق أراضيها او التزود فيها بالوقود. وكان موراليس الذي قدم استقالته الاحد بعد تخلي الجيش عنه، كتب في تغريدة عند الساعة 1,30 ت غ « أيها الاشقاء والشقيقات، أنا أغادر الى المكسيك » مضيفا « أشعر بالاسى لمغادرة البلاد لاسباب سياسية لكنني سأعود قريبا بقوة وطاقة أكبر ». ووجد موراليس نفسه معزولا بشكل متزايد فيما تسارعت الازمة فجأة في بوليفيا حيث يشل اضراب عام وتظاهرات البلاد منذ حوالى عشرة ايام. وظهر الرئيس السابق في صورة نشرها وزير خارجية المكسيك على تويتر، في طائرة يغطي نفسه بعلم المكسيك. وكان وزير خارجية المكسيك أكد في وقت سابق ان موراليس طلب من الحكومة منحه اللجوء. وقال « لقد طلب منا شفهيا وبشكل رسمي منحه اللجوء السياسي في بلادنا ». ومع استقالة الرئيس الاشتراكي، استقالت ايضا الشخصيات التي ينص الدستور على انها تتولى خلافة موراليس في حال رحيل رئيس الدولة أي نائب الرئيس الفارو غارسيا لينيرا ورئيسة ونائب رئيس مجلس الشيوخ وكذلك رئيس مجلس النواب ما أدى الى فراغ في السلطة. وبالتالي فان النائبة الثانية لرئيس مجلس الشيوخ جانين آنيز أعلنت توليها الرئاسة بالوكالة. وقالت الثلاثاء انها تأمل في ان يعينها مجلس الشيوخ حيث يشغل أنصار موراليس غالبية (19 من أصل 36 مقعدا) رئيسة. وقالت لوسائل الاعلام عند وصولها الى البرلمان « هذا هو الهدف (ان تصبح الثلاثاء رئيسة بالوكالة) وآمل في ان نحققه ». وأضافت آنيز (52 عاما) العضو في مجلس الشيوخ عن المعارضة « لا يمكننا البقاء بدون حكومة » بعدما أعلنت الاثنين نيتها « الدعوة الى انتخابات » لكي يكون هناك « رئيس منتخب في 22 كانون الثاني/يناير ». وقبل الازمة، كان يفترض ان يتولى رئيس الدولة المقبل مهامه في هذا التاريخ. ويفترض أن تدعو آنيز الى انتخابات رئاسية في الايام التسعين التي تلي استقالة رئيس الدولة بحسب الدستور. وتعقد منظمة الدول الاميركية الثلاثاء اجتماعا في واشنطن لبحث الوضع في بوليفيا. ويأتي ذلك بعد الاستقالة المفاجئة لموراليس (60 عاما) الاحد بعدما خسر دعم الجيش في أعقاب ثلاثة أسابيع من التظاهرات الحاشدة احتجاجا على فوزه في الانتخابات المثيرة للجدل لولاية رابعة غير دستورية. في الشوارع سادت أجواء عنف الى حد ان الشرطة التي اعتبرت ان الوضع « يفوق طاقتها » طلبت الاثنين مساعدة الجيش الذي وافق على ذلك. ومنذ ظهر الاثنين اعادن قوات الامن تدريجيا انتشارها واستخدمت الغاز المسيل للدموع في ايل آلتو المدينة القريبة من العاصمة ومعقل موراليس لتفريق مجموعات من المتظاهرين كانوا يحملون العصي. وتم نهب ثكنات صغيرة للشرطة واحراقها الاثنين في عدة مدن. وفي احدث ردود الفعل، دعت فرنسا جميع السلطات الانتقالية « الى الهدوء وضبط النفس » في بوليفيا كما أعلنت وزرة الدولة للشؤون الاوروبية آميلي دو مونشالان. وكان موراليس دافع الاحد عن حقبته التي شهدت مكاسب رئيسية ضد الفقر والجوع في البلاد وكذلك مضاعفة حجم اقتصاد البلاد ثلاث مرات خلال حكمه الذي استمر نحو 14 عاما. وفاز موراليس بولاية رئاسة رابعة حين أعلنته المحكمة فائزا في الانتخابات الرئاسية في 20 اكتوبر بفارق ضئيل عن منافسه. لكن المعارضة نددت بوقوع تزوير وقادت احتجاجات استمرت ثلاثة اسابيع وشهدت مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة المئات. وطلبت منظ مة الدول الأميركي ة إلغاء نتيجة الانتخابات وقد أك دت الأحد وقوع تجاوزات في كل مناحي الانتخابات التي راقبتها. وفيما استمر البوليفيون في احتجاجاتهم في الشوارع، دعا موراليس إلى انتخابات جديدة ، لكن هذا التنازل لم يكن كافي ا لتهدئة غضب الشارع، وقد انضم قادة القوات المسلحة والشرطة إلى الدعوات المطالبة باستقالته. ومساء الاحد نزل آلاف البوليفيين الى الشوارع للاحتفال برحيله.