هاجم معتقل اليسار السبعيني سابقا، جليل طليمات، انتقاذات لاذعة لصديقه في الزنزانة صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون، بعد ترحيل معتقلي حراك الريف من سجن رأس الماء بفاس والحكم ومعاقبتهم ب45 يوما من « الكاشو »، واصفا هذه العقوبة ب »لا إنسانية والسادية ». طليمات، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي « فايسبوك »، قال « وأنا أقرأ في صحافة اليوم ما ورد في بلاغ المندوبية العامة لإدارة السجون من عقوبات لمعتقلي "حراك الريف"، عادت بي الذاكرة إلى الفترة التي كان فيها السيد المندوب صالح التامك سجينا رفقتنا (مجموعات الحركة الماركسية)، بسجن مكناس كعضو في صفوف "بوليساريو الداخل"، فتساءلت: ألم ترتعش أصابعه وهو يوقع على تلك القرارات العقابية لمعتقلي حراك الريف؟ ». عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا، أضاف "ألم يتذكر للحظة ما كانت تثيره كلمة "كاشو" لدى السجناء من رعب؟ وما يخلفه قضاء أيام داخله من مضاعفات على نفسية ومعنوية السجين؟"، مستنكرا "لم يكتف السيد المندوب بترحيل معتقلي حراك الريف وتوزيعهم على سجون مختلفة فزاد عقوبة إقبارهم في "الكاشو " لمدة 45 يوما! نعم "الكاشو " هو قبر، هو الظلام طيلة النهار، هو اقتعاد الضس، هو التجويع، هو قطع أي صلة بين السجين وعالمه الحسي القريب وعلاقته بالآخرين، هو بكلمة العقوبة التي لا عقوبة أقسى بعدها غير عقوبة الإعدام ». ووأردف المتحدث ذاته في تقديم شهادته "لقد عاينت أثناء فترة اعتقالنا وفي سجون مختلفة، حالات لسجناء الحق العام عوقبوا ب"الكاشو" لمدد لم تكن تتجاوز في أقصاها أسبوعا وذلك إما بسبب السرقة، أو الضرب والجرح أو الاعتداء الجنسي في الفضاء السجني ». وعاد طليمات ليذكر التامك بماضيه قائلا « ها هو السيد المندوب السجين "الانفصالي " في نهاية السبعينيات، "وسجان المملكة" اليوم يقرر إدخال معتقلي حراك اجتماعي لا أحد يطعن في مشروعية مطالبه إلى الكاشو والسبب هذه المرة غير مسبوق في تاريخ العقوبات التأديبية ويصعب استساغته كمبرر لمثل هذه العقوبة اللاإنسانية والسادية: إدانة ناصر الزفزافي ورفاقه عبر رسالة صوتية لحرق العلم الوطني من طرف فتاة ريفية متهورة في قلب باريس ». واعتبر المعتقل السياسي السابق طليمات، أن موقف الزفزافي ورفاقه "موقف وطني لمعتقلين طالما تم التحرش بوطنيتهم أو التشكيك فيها، هو موقف يحسب لهم لا عليهم صرفوه بالوسائل المتاحة لتبرئة أنفسهم من هذا العمل الأخرق، الذي تم باسم التضامن معهم، فوجدت فيه الأصوات والجهات المعلومة ما قد يبرر مزاعمها الضالة والمضلل"، مشددا على أنه" بالإضافة إلى لا إنسانية وقساوة هذه العقوبة غير المبررة، فإن التوقيع عليها كقرار في حق معتقلي الحراك يفتقد إلى الحس السياسي الذي ينبغي أن يتحلى به أي مسؤول كيفما كانت طبيعة القطاع أو المجال الذي يقع تحت تصرفه وصلاحياته: قرارات العقوبات التأديبية سيادة المندوب تصب الزيت في النار، وتزيد إساءة لصورة حقوق الإنسان بالبلاد و تغذي مشاعر اليأس و"الحكرة" التي هي أخطر ما يهدد السلم المدني و"يؤذن بخراب العمران" ، على حد قوله . وختم طليمات، تدوينته قائلا: "في انتظار مبادرات ترجح العدل والحكمة في هذه النازلة، كل التضامن مع معتقلي حراك الريف وعائلاتهم المكلومة".