تم أمس الأربعاء عرض الفيلم المغربي « آدم » لمخرجته مريم التوزاني بتونس العاصمة، ضمن إطار المسابقة الرسمية للدورة الثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، التي تنتظم خلال الفترة ما بين 26 أكتوبر الجاري و2 نونبر المقبل. ويتناول فيلم « آدم »، الذي تم عرضه بحضور سفير المغرب في تونس، السيد حسن طارق وعدد كبير من النقاد المغاربة والأجانب، وضعية النساء العازبات ووضع المرأة بشكل عام، وذلك من خلال قصة الشابة سامية التي دخلت في علاقة جنسية خارج إطار الزواج نجم عنها حمل سبب لها الكثير من المشاكل مع أسرتها الصغيرة، لتقرر إثر ذلك، مغادرة المنزل والبحث عن عمل وهي حامل في أحد الأحياء الشعبية في مدينة الدارالبيضاء. وسبق لفيلم « آدم » وهو أول شريط طويل للمخرجة مريم التوزاني أن حصل على جائزة النجمة البرونزية في دورة 2019 لمهرجان الجونة بمصر (19-27 شتنبر الماضي)، وهو يتيح الفرصة للاستمتاع بعمل فني غني بالقيم والمشاعر الإنسانية. ويتناول الفيلم معاناة امرأة في مواجهة الرجل بعيدا عن المعالجة التقليدية للصراعات المجتمعية، وذلك من خلال أداء متميز لعدد من الممثلين المغاربة منهم على الخصوص لبنى أزابال ونسرين الراضي ودعاء بلخودة، وعزيز حطاب، وحسناء طمطاوي. وسبق لفيلم « آدم » أن مثل المغرب في إطار قسم « نظرة ما » الموازي في مسابقة في مهرجان كان السينمائي. وقد تم اختيار فيلمين مغربيين للمشاركة في المنصة الاحترافية لأيام قرطاج السينمائية « قرطاج للمحترفين » في دورتها لهذا العام. وتهدف هذه المنصة الموجهة للإبداع إلى اكتشاف المواهب الجديدة في إطار أيام قرطاج السينمائية. ويتعلق الأمر بشريط « ميكا » لمخرجه إسماعيل فروخي، والفيلم الوثائقي المطول « MENSONGE ORIGINEL » من إخراج أسماء المدير، واللذان يشاركان على التوالي في ورشتي « تكميل » و »شبكة » اللتان تشملان أيضا أفلاما روائية ووثائقية إفريقية وعربية، والتابعتان للمنصة الاحترافية لأيام قرطاج السينمائية، بحسب المنظمين. وتتاح للسينمائيين والمنتجين المختارين في هذا الإطار فرصة الالتقاء بمهنيين في مجال الصناعة السينمائية الدولية لتقديم أفلامهم أمام لجنة تحكيم دولية ستقدم منحا للفائزين. وقد أطلقت منصة المحترفين التابعة لأيام قرطاج السينمائية في 2015، وتهدف إلى ربط علاقات بين السينمائيين الأفارقة والعرب مع مهنيي الصناعة العالمية من خلال ورشات وأنشطة مختلفة ولقاءات موضوعاتية. وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الرسمي لدورة أيام قرطاج السينمائية لهذه السنة يتضمن 170 فيلما، من بينها 44 فيلما في المسابقة الرسمية تشمل 12 فيلما روائيا طويلا، و12 فيلما روائيا قصيرا، و12 فيلما وثائقيا طويلا، وثمانية أفلام وثائقية قصيرة. وتحمل الدورة الثلاثون لأيام قرطاج السينمائية اسم الراحل « نجيب عياد » الذي تولى رئاستها سنتي 2017 و2018، والذي توفي في 16 غشت الماضي. وشهد حفل الافتتاح الذي احتضنه مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، المطلة على شارع محمد الخامس، بتونس العاصمة، عرض فيلم « عرايس الخوف » للمخرج النوري بوزيد. وأوضحت لمياء قيقة المندوبة العامة لأيام قرطاج السينمائية 2019 أن الدورة تشهد مشاركة أربعين دولة هذه السنة، منها تسعة بلدان إفريقية كالسنغال والسودان وبوركينا فاسو. وقالت لمياء قيقة إن دورة هذه السنة تسجل حضورا مكثفا للمرأة العربية بصفة عامة والمرأة الإفريقية بصفة خاصة، حيث رصدت أيام قرطاج السينمائية 2019 مشاركة 19 مخرجة. وقال طارق بن شعبان المستشار الفني لأيام قرطاج السينمائية 2019، إن هذه الدورة تستضيف أربعة بلدان في قسم « سينما تحت المجهر »، وهي لبنان عن العالم العربي ونيجيريا عن إفريقيا والشيلي عن أمريكا اللاتينية، واليابان عن آسيا، وذلك في إطار تفعيل التواصل والتعاون بين السينما العربية الإفريقية والسينما العالمية. وحرص القائمون على الدورة الحالية لأيام قرطاج السينمائية على تكريم مجموعة من السينمائيين من العالم العربي وإفريقيا ممن فقدتهم الساحة الفنية، ومن بينهم الممثل المغربي الراحل عزيز موهوب، و عزت أبو العوف وفاروق الفيشاوي من مصر، وجوسلين صعب وجورج ناصر من لبنان، والمخرج بيار يموغو من بوركينا فاسو، والمخرج الكونغولي ديديا ندونغا، والمخرج الموريتاني محمد هندو والمخرج السوري غسان جبري. ويذكر أن الفيلم المغربي « صوفيا » للمخرجة مريم بن مبارك كان قد أحرز على ثلاث جوائز في الدورة السابقة لأيام قرطاج السينمائية (2018). ويتعلق الأمر بجائزة قناة « تي في 5 موند » ضمن مسابقة العمل الأول، وجائزة الطاهر شريعة، إضافة إلى تنويه خاص في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة. وأحرز الفيلم الروائي الطويل « فتوى » للمخرج التونسي محمود بن محمود على الجائزة الكبرى للدورة 29 لأيام قرطاج السينمائية (التانيت الذهبي)، بالإضافة إلى جائزة أفضل أداء رجالي، التي منحت للممثل أحمد الحفيان.