افتتحت ليلة أمس السبت الدورة الثلاثون لأيام قرطاج السينمائية 2019، بمشاركة عدد من الدول، من بينها المغرب. ويتضمن البرنامج الرسمي لدورة هذه السنة 170 فيلما من بينها 44 فيلما في المسابقة الرسمية تشمل 12 فيلما روائيا طويلا، و12 فيلما روائيا قصيرا، و12 فيلما وثائقيا طويلا، وثمانية أفلام وثائقية قصيرة. وتحمل الدورة الثلاثون لأيام قرطاج السينمائية اسم الراحل « نجيب عياد » الذي تولى رئاسة أيام قرطاج السينمائية لسنتي 2017 و2018، والذي توفي في 16 غشت الماضي. وشهد حفل الافتتاح الذي احتضنه مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، المطلة على شارع محمد الخامس، بتونس العاصمة، عرض فيلم « عرايس الخوف » للمخرج النوري بوزيد. وقد تم اختيار الفيلم المغربي « آدم » لمخرجته مريم التوزاني للمشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية، التي تنتظم خلال الفترة ما بين 26 أكتوبر الجاري و2 نونبر المقبل. ومن بين الأفلام المتنافسة على جائزة التانيت الذهبي أيضا، فيلم « أبو ليلى » لأمين سيدي بومدين من الجزائر، و »أتلانتيك » لماتي ديوب من السنغال، و »بعلم الوصول » لهشام صقر من مصر، و »نجمة الصبح » لجود سعيد من سوريا، و »شارع حيفا » لمهند حيال من العراق. كما يتنافس في هذه المسابقة فيلم « نورة تحلم » من تونس لمخرجته هند بوجمعة، و »ستموت في العشرين » لأمجد أبو العلاء من السودان، و »قيرة » لفاضل الجزيري من تونس. كما تم اختيار فيلمين مغربيين للمشاركة في المنصة الاحترافية لأيام قرطاج السينمائية « قرطاج للمحترفين » في دورتها لهذا العام. وتهدف هذه المنصة الموجهة للإبداع إلى اكتشاف المواهب الجديدة في إطار أيام قرطاج السينمائية. ويتعلق الأمر بشريط « ميكا » لمخرجه إسماعيل فروخي، والفيلم الوثائقي المطول « MENSONGE ORIGINEL » من إخراج أسماء المدير، واللذان سيشاركان من 28 إلى 30 أكتوبر على التوالي في ورشتي « تكميل » و »شبكة » اللتان ستشملان أيضا أفلاما روائية ووثائقية إفريقية وعربية، والتابعتان للمنصة الاحترافية لأيام قرطاج السينمائية، بحسب المنظمين. وتتاح للسينمائيين والمنتجين المختارين في هذا الإطار فرصة الالتقاء بمهنيين في مجال الصناعة السينمائية الدولية لتقديم أفلامهم أمام لجنة تحكيم دولية ستقدم منحا للفائزين. وقد أطلقت منصة المحترفين التابعة لأيام قرطاج السينمائية في 2015، وتهدف إلى ربط علاقات بين السينمائيين الأفارقة والعرب مع مهنيي الصناعة العالمية من خلال ورشات وأنشطة مختلفة ولقاءات موضوعاتية. وأوضحت لمياء قيقة المندوبة العامة لأيام قرطاج السينمائية 2019 أن الدورة تشهد مشاركة أربعين دولة هذه السنة منها تسعة بلدان إفريقية كالسنغال والسودان وبوركينا فاسو. وقالت لمياء قيقة إن دورة هذه السنة تسجل حضورا مكثفا للمرأة العربية بصفة عامة والمرأة الإفريقية بصفة خاصة، حيث رصدت أيام قرطاج السينمائية 2019 مشاركة 19 مخرجة. وقال طارق بن شعبان المستشار الفني لأيام قرطاج السينمائية 2019، إن هذه الدورة تستضيف أربعة بلدان في قسم « سينما تحت المجهر »، وهي لبنان عن العالم العربي ونيجيريا عن إفريقيا والشيلي عن أمريكا اللاتينية، واليابان عن آسيا، وذلك في إطار تفعيل التواصل والتعاون بين السينما العربية الإفريقية والسينما العالمية. وحرص القائمون على الدورة الحالية لأيام قرطاج السينمائية على تكريم مجموعة من السينمائيين من العالم العربي وإفريقيا ممن فقدتهم الساحة الفنية، ومن بينهم الممثل المغربي الراحل عزيز موهوب، و عزت أبو العوف وفاروق الفيشاوي من مصر، وجوسلين صعب وجورج ناصر من لبنان، والمخرج بيار يموغو من بوركينا فاسو، والمخرج الكونغولي ديديا ندونغا، والمخرج الموريتاني محمد هندو والمخرج السوري غسان جبري. أما من تونس فتم تكريم عدد من الاسماء الفنية البارزة الذين فقدتهم الساحة الفنية مؤخرا وهم المخرج الراحل شوقي الماجري والمخرجة شيراز بوزيدي والممثل المنصف الأزعر والممثل حاتم بالرابح ومدير التصوير يوسف بن يوسف. ويذكر أن الفيلم المغربي « صوفيا » للمخرجة مريم بن مبارك كان قد أحرز على ثلاث جوائز في الدورة السابقة لأيام قرطاج السينمائية (2018). ويتعلق الأمر بجائزة قناة « تي في 5 موند » ضمن مسابقة العمل الأول، وجائزة الطاهر شريعة، إضافة إلى تنويه خاص في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة. وأحرز الفيلم الروائي الطويل « فتوى » للمخرج التونسي محمود بن محمود على الجائزة الكبرى للدورة 29 لأيام قرطاج السينمائية (التانيت الذهبي)، بالإضافة إلى جائزة أفضل أداء رجالي، التي منحت للممثل أحمد الحفيان.