تم تسليط الضوء، أمس الثلاثاء بمونريال، على تجربة المغرب في مجال الطيران وذلك على هامش اجتماع الجمعية العمومية الأربعين لمنظمة الطيران المدني الدولي. وأكد مدير عام الطيران المدني بوزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ، زكريا بلغازي، في كلمة أمام ممثلي الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي والمؤسسات الدولية والمنظمات المهنية ، على الأهمية الخاصة التي يوليها المغرب لقطاع النقل الجوي باعتباره رافعة للتنمية ، لا سيما بالنسبة لقطاع السياحة وصناعة الطيران. وقال إن هذا الزخم كان له وقع ايجابي على المستوى الوطني ، مما مهد الطريق لسياسة التحرير الناجحة في قطاع النقل الجوي ، وفقا لإرشادات منظمة الطيران المدني الدولي، مبرزا أن الإستراتيجية المغربية تتمحور حول تحسين شفافية قواعد وممارسات الولوج إلى القطاع ، وتطوير الربط الجوي عبر تكثيف الرحلات الجوية الحالية ، وفتح خطوط مباشرة جديدة . وأشار إلى إبرام اتفاقيات ثنائية أكثر انفتاحا في مجال الخدمات الجوية ، وتحسين الربط الجوي عبر قطب الدارالبيضاء وتعزيز الأمن والسلامة وتدبير حركة النقل الجوي وحماية المستهلك والمجال البيئي، فضلا عن اتفاقية السماء المفتوحة مع الاتحاد الأوروبي سنة 2006 ، وهي الأولى من نوعها بين أوروبا وبلد متوسطي وكذا سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع الدول العربية والإفريقية والآسيوية والأمريكية ، بما في ذلك اتفاقية السماء المفتوحة مع الولاياتالمتحدة المبرمة سنة 2001. وأفاد السيد بلغازي بأن الخطوات اللازمة اتخذت للالتزام بإعلان « ياموسوكرو » بشأن تحرير النقل الجوي في إفريقيا ، والذي يتيح توسيع شبكة الربط الجوي مع البلدان الأفريقية دون قيود على حقوق النقل ، أو الحمولة أو عدد الرحلات والوجهات. وأبرز مدير الطيران المدني أن سياسة تحرير القطاع التي انتهجها المغرب مكنت من تحقيق زيادة في حركة النقل الجوي بمعدل سنوي يقدر ب 6,6 بالمائة، فيما انتقل عدد الركاب من 10,4 مليون سنة 2006 إلى 22,5 مليون سنة 2018 ، مشيرا الى ولوج العديد من الشركات الأجنبية إلى المجال الجوي المغربي إلى جانب الفاعلين الوطنيين ، بما في ذلك شركات الطيران منخفضة التكلفة. وأوضح أن أزيد من 51 شركة طيران توفر رحلات منتظمة إلى المغرب من بينها 19 شركة طيران منخفضة التكلفة. وأضاف أن هذه السياسة مكنت من تموقع مطار محمد الخامس كقطب دولي وإقليمي ، يوفر رحلات إلى حوالي 98 مطارا دوليا و 54 دولة في أربع قارات، مبرزا أن المملكة تتوفر أيضا على نواة في مجال صناعة الطيران تجمع بين الجودة والتنوع والقدرة التنافسية وذلك بفضل استقطاب فاعلين دوليين وتنويع الأنشطة المتعلقة بالطيران الدولي، حيث يضم القطاع حاليا 140 فاعلا دوليا من بينهم مجموعة « بوينغ ». وفي ما يتعلق بالسوق الأفريقية ، كشف المسؤول المغربي أن حركة النقل الجوي بين المغرب والبلدان الأفريقية شهدت زيادة كبيرة حيث انتقل عدد الركاب من 644351 سنة 2005 إلى 2،117،276 مسافر سنة 2018 ، بزيادة سنوية تبلغ حوالي 9,58 بالمائة. وشارك الوفد المغربي الذي ضم ، على الخصوص ، سفيرة المغرب في كندا ، سورية عثماني، ومدير النقل الجوي طارق الطالبي في مختلف فعاليات الجمعية العمومية التي همت الأهداف الإستراتيجية لمنظمة الطيران المدني الدولي من حيث السلامة والأمن والبيئة ، وكذا تقنين المجالات الجديدة مثل الطائرات بدون طيار.