تشير الإحصائيات الدولية الأخيرة إلى أنّ داء الكلب أو السعار يؤدي بحياة نحو 60.000 شخص كل عام، أي ما يناهز حالة وفاة واحدة في كل 10 دقائق حسب بلاغ لوزارة الصحة. وداء السعار أو ما يعرف عند عامة الناس بالمغرب « بالجْهل » مرض فيروسي خطير، يصيب معظم الحيوانات ذات الدم الحار، حيث يمكن أن ينتقل المرض إلى الإنسان، غالبا عن طريق العض أو الخدش، وتتسبّب الكلاب في وقوع 95% من هذه الحالات، علما أن هناك لقاحات مأمونة وناجعة يتعين على الأشخاص الذين تعرّضوا لحيوانات يشتبه إصابتها بهذا الداء، الاستفادة منها بوجه السرعة. في هذا السياق اختارت وزارة الصحة وفق بلاغ توصلت « فبراير » بنسخة منه، تنظيم يوم عالمي لداء الكلب أو السعار وفق شعار: « داء السعار: لقح من أجل القضاء عليه » في يوم 28 شتنبر. ويهدف هذا الاحتفاء حسب وزارة الصحة إلى « تأكيد قيمة التلقيح السنوي للكلاب المملوكة باعتباره حجر الزاوية في جميع الجهود المبذولة لمكافحة داء السعار ». وأفاد المصدر ذاته أن مجهودات المغرب لمحاربة هذا الداء، مكنته « في إطار البرنامج الوطني الذي انطلق سنة 1986، من خفض عدد حالات الوفيات من 34 حالة وفاة سنة 1985 إلى 18 حالة وفاة سنة 2018 ». كما « يتم تلقيح حوالي 65.000 شخص سنويا بعد تعرضهم للعض أو الخدش من طرف الحيوانات لاسيما الكلاب الضالة ». وشددت وزارة الصحة في بلاغها « بالإضافة إلى تلقيح الكلاب المملوكة » ينبغي « التقليل من عدد الكلاب الضالة التي تلعب دورا أساسيا في نقل هذا الداء، وكذا تلقيح الإنسان بعد تعرضه للحيوانات المشتبه إصابتها بهذا الداء ». وتنصح الوزارة كل المواطنين ب « تلقيح الحيوانات المملوكة (الكلاب والقطط) ضد هذا الداء؛ تجنب ملامسة الحيوانات المجهولة المصدر خاصة الكلاب والقطط؛ توجيه النصح للأطفال بعدم اللعب مع الحيوانات غير المعروفة، حتى ولو كانت لطيفة، مع تشجيعهم على الإبلاغ عن أي عض أو خدش ولو كان بسيطا ». وفي حالة التعرض لخدش أو عضة حيوان وجب « غسل مكان الإصابة جيدا بالماء والصابون؛ التوجه لأقرب مركز لمحاربة داء السعار لتلقي العلاج الموضعي المناسب والاستفادة من التلقيح المضاد للمرض بالإضافة إلى المصل حسب خطورة الإصابة؛ عدم قتل الحيوان المعتدي وإبلاغ المصالح البيطرية به ».