للمرة الأولى في مسيرة فلسطينيي الداخل منذ نكبة 1948 وقيام اسرائيل أعلنت القائمة المشتركة، التي تضم تحالف 4 أحزاب عربية، دعمها لتكليف زعيم حزب "أزرق – أبيض" بيني غانتس (وسط – يسار) بتشكيل الحكومة الإسرائيلية بعيد الانتخابات العامة التي أفرزت قبل أيام حالة تعادل بين القطبين المتنافسين بزيادة طفيفة لحزب "أزرق أبيض" برئاسة بيني غانتس. وأوصت القائمة المشتركة أمس أمام رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين على بيني غانتس لتشكيل حكومة بديلة لحكومة الليكود الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو الذي شن حملات تحريض دموية متتالية على المواطنين العرب الذين يشكلون 17%. وقررت "القائمة المشتركة" بأغلبية أعضائها التوصية على بيني غانتس لتكليفه بالعمل على تشكيل الحكومة المقبلة. وجاء قرار القائمة المشتركة استجابة للموقف الشعبي الواسع الداعم والداعي لهذا القرار، والذي تجلى في الدعم الكبير للقائمة المشتركة كما أكدت في بيانها. وتابعت "كذلك وفاء لموقفها الثابت خلال الانتخابات، بإعطاء أولوية لإسقاط نتنياهو وحكومته، الذي بث خطاب الكراهية والتحريض ضدنا، وراكم سياسات سيئة تجاه مجتمعنا العربي وشعبنا الفلسطيني، ويتحمل مسؤولية أسوأ القوانين العنصرية تجاهنا، كقانون القومية وقانون كامنتس، ويسعى لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تنفيذ صفقة القرن". وقالت القائمة المشتركة إنها سعت إلى تعظيم مكاسب مجتمعنا العربي العادلة، من خلال الاتصالات المباشرة التي أجرتها معها قيادة "أزرق أبيض" المرشحة لتشكيل الحكومة المقبلة، من خلال تقديم ورقة مطالب سياسية ومدنية شاملة، تمثل قضايا شعبنا ومجتمعنا العربي. وتؤكد القائمة المشتركة أن موقفها في موضوع التوصية لا يعني بأي شكل دعم الحكومة المقبلة، حيث أن هناك فرقًا بين التوصية والتكليف بتشكيل الحكومة، وبين الموقف من الحكومة المشكلة فعلا. وتؤكد القائمة المشتركة أنها ضد تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية تستثني الشرائح المهمشة من سياساتها، وتكرس السياسات السابقة نفسها. من جهة أخرى أكدت القائمة المشتركة عزمها أن تكون لاعبا فاعلا ومؤثرا في الساحة السياسية، رغم محاولات إقصائها من دائرة التأثير واتخاذ القرار. وجاء أن هذا القرار قد اتخذ بغالبية 10 من نواب القائمة المشتركة مقابل نواب التجمع الثلاثة. وأكد التجمع في بيانه أمس أن ممثليه في القائمة المشتركة قد عبّروا عن هذا الموقف في اجتماعات القائمة المشتركة، داعين إلى عدم التوصية على غانتس، وذلك بسبب أيديولوجيته الصهيونية ومواقفه اليمينية، التي لا تختلف كثيرا عن مواقف حزب "الليكود"، وتاريخه العسكري الدموي والعدواني، ولأنّه ينوي إقامة حكومة "وحدة قومية"، بمشاركة "يسرائيل بيتينو" و"الليكود"، وهي أسوأ من حكومات اليمين. وأضاف البيان أن حزب "كاحول لافان" رفض الالتزام علنا بتنفيذ المطالب التي قدمتها القائمة المشتركة، وفضّل تجاهلها وعدم الرد عليها رسميا. واعتبر التجمع أن أيا من هذه الأسباب كاف لعدم التوصية على غانتس، وكلّها مجتمعة تؤدّي إلى ذلك بالتأكيد. وكان قد أوصى وفد حزب الليكود، برئاسة عضو الكنيست ياريف ليفين، بتكليف رئيس الليكود ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة المقبلة. وقبل ذلك أعلنت كتلة " أزرق أبيض" عن توصيتها بتكليف رئيسها، غانتس، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. جاء ذلك على لسان المرشح الثالث في الكتلة، موشيه يعالون، أثناء اجتماعه مع ريفلين، مساء أمس الأحد. وحملت أحزاب اليمين بشدة على الأحزاب العربية ووصفها رئيس حزب يسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان بالأعداء. اما نتنياهو فقال في تغريدة معقبا ومحرضا: "حدث بالضبط ما حذرنا منه، أوصت القائمة العربية المشتركة بيني غانتس كرئيس للوزراء، الآن هناك خياران: إما تشكيل حكومة أقلية تعتمد على من ينبذون "إسرائيل" كدولة يهودية وديمقراطية ويمجدون "الإرهابيين" الذين يقتلون جنودنا ومواطنينا، أو تشكيل حكومة وطنية واسعة ". وعقب رئيس المشتركة الناىب أيمن عودة على ذلك بالقول إن الحجر الذي أهمله البناؤون صار حجر الزاوية. وتابع " نحن فخورون بشعبنا الذي ساهم في فرملة نتنياهو وإسقاطه". وبدعم هذه القائمة صار غانتس يتزعم تكتلا ينتمي ليمين الوسط له 57 مقعدا، بينما صار لكتلة اليمين 55 مقعدا. ولم يعلن بعد أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع السابق الذي فاز حزبه بثمانية مقاعد، ما إذا كان سيدعم غانتس أو نتنياهو.