منذ تخطي النجم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، عتبة الثلاثين، بدأت فئة عريضة من جماهير برشلونة تتساءل عن أحوال فريقها في مرحلة ما بعد « البرغوث ». كيف سيكون شكل برشلونة بدون هدافه التاريخي؟ من سيصنع أفراح الجماهير بأهدافه وبهجتها بلمحاته ولمساته السحرية؟ من سيطرب العشاق؟ ومن سيمتعهم؟ ولمن سيصفقون احتراما ويقفون إجلالا في « الكامب نو »؟ الإجابة عن هذه الأسئلة بدأت تتضح بشكل أو بآخر خلال الفترة الماضية، ففي ظل غياب ميسي عن مباريات « البلوغرانا » بداعي الإصابة، تلألأ نجم لاعب صاعد أسمر البشرة، يبلغ من العمر 16 عاما ونيف، ويدعى أنسو فاتي. ومنذ استدعائه لقائمة برشلونة لمواجهة ريال بيتيس، مطلع الموسم الجاري، ومشاركته لمدة 17 دقيقة، احتاج فاتي الذي يتمتع بثقة نفس كبيرة وجودة لعب عالية إلى ثلاث مباريات فقط لتسجيل هدفين وصناعة هدف آخر، ليصنع تاريخا جديدا بين أسوار النادي الكتالوني. من هو فاتي ينحدر فاتي من عائلة رياضية، فوالده بوري، كان لاعب كرة قدم قبل انتقاله إلى إسبانيا عام 2001 قادما من جمهورية غينيا بيساو، حيث استقر في إشبيلية في قرية صغيرة تسمى هيريرا، والتحق فاتي وشقيقه الأكبر برايما، بوالدهما قبل فترة وجيزة من احتفال الأول بعيد ميلاده السابع (فاتي من مواليد 31 أكتوبر 2002). طريق فاتي إلى برشلونة بعد تمثيله للفريق المحلي « سي دي إف هيريرا » وفرق الشباب في إشبيلية، انضم فاتي إلى أكاديمية « لا ماسيا » التابعة لنادي برشلونة في عام 2012، وهو في العاشرة من عمره، بعد عام من قيام شقيقه بنفس الخطوة. وفي 24 يوليو 2019، وقع فاتي أول عقد احترافي له مع الفريق الكتالوني، ووافق على عقد حتى عام 2022 مع شرط جزائي تبلغ قيمته 100 مليون يورو. حرق المراحل وتحطيم الأرقام وحتى قبل الظهور مع الفريق الثاني لبرشلونة، حظي فاتي بفرصة المشاركة مع الفريق الأول في 25 أغسطس 2019، عندما دخل بديلا لكارلوس بيريز في المباراة التي فاز فيها « البلوغرانا » على ريال بيتيس (5–2)، عن عمر 16 عاما و298 يوما، ليصبح ثاني أصغر لاعب يشارك مع النادي الكتالوني. وفي 31 أغسطس 2019، سجل اللاعب، الذي يشغل مركز الجناح الأيسر، هدفه الأول بقميص برشلونة، وهو بعمر 16 عاما و304 أيام فقط، ليتخطى الإسباني بويان (17 عاما و53 يوما)، والهداف التاريخي لل « البارسا »، ميسي (17 عاما و331 يوما)، في قائمة أصغر اللاعبين الذين يسجلون لبرشلونة عبر التاريخ.