قال المالكي في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء في ختام أشغال الدورة ال 40 للجمعية العامة للجمعية البرلمانية لرابطة دول آسيان، التي جرت أشغالها خلال الأسبوع الجاري، إن مشاركة المغرب في هذه الجمعية يأتي في إطار الاهتمام الذي يوليه المغرب لآسيا بصفة عامة، ولمنطقة جنوب شرق القارة على وجه الخصوص. وأضاف أن آسيا بصدد التحول إلى مركز ثقل العالم على المستوى الجيوسياسي والجيو-اقتصادي والمالي. وأشار إلى أن هذا الجزء من العالم سيشكل عنصرا حاسما في العلاقات الدولية غدا، مبرزا أنه ومن هذا المنطلق، يأمل المغرب في إرساء علاقات فعلية وممأسسة مع دول منطقة جنوب شرق القارة. وفي معرض حديثه عن حصيلة مشاركة المغرب في الجمعية العامة للجمعية البرلمانية لرابطة آسيان، أكد رئيس مجلس النواب أن « المهمة كانت ناجحة »، باعتبارها مكنت من إجراء العديد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الجمعيات الوطنية للدول الأعضاء ومسؤولين رفيعي المستوى من الحكومة التايلاندية، موضحا أن المباحثات همت مختلف سبل تعزيز التعاون واستكشاف الفرص. وقال المالكي، « على المستوى السياسي والبرلماني، سجلنا إمكانيات التعاون على اعتبار أن التحديات الكبرى مشتركة، من قبيل التغير المناخي والهجرة وإشاعة السلام وتلوث البحار والمحيطات. ولذلك طلبنا رسميا بهذه المناسبة منح المغرب وضع عضو ملاحظ لدى رابطة آسيان ». وأضاف أنه على المستوى الثنائي مع تايلاند، كانت اللقاءات مع رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ومسؤولين رفيعي المستوى بالحكومة، بمن فيهم رئيس الوزراء بريوت تشان-أو -تشا، مهمة جدا، وذلك بالنظر إلى الإرادة المشتركة حيال المضي قدما في التعاون متعدد الأشكال بفضل مظاهر التشابه السياسية والاقتصادية الكبرى بين المملكتين. وأبرز أن « هاتين الملكيتين ضامنتان للاستقرار والرخاء بالمملكتين، كما أن الاقتصادين متشابهان على نطاق واسع، ويشهدان دينامية ملحوظة ومحركات نمو متطابقة، لاسيما الفلاحة والصيد البحري والسياحة والمهن الجديدة (صناعة السيارات والطيران)، والتكنولوجيات الحديثة ». وأكد المالكي أن هناك مؤهلات مهمة للتعاون والتبادل بالنظر إلى أن المغرب منتج كبير للأسمدة بوسعه تلبية حاجيات تايلاند في المجال الفلاحي على مستوى الأداء والإنتاجية، مضيفا أن أمام المغرب الكثير ليتعلمه من تايلاند التي تستقبل 40 مليون سائحا سنويا، لاسيما في ما يتعلق بالخبرات والتجارب. وقال رئيس مجلس النواب « خلال هذه اللقاءات، اتفقنا على أن المغرب بوابة لإفريقيا وأوروبا وأن تايلاند ممر نحو منطقة جنوب شرق آسيا. وبعد المسافة لا يجب أن يكون مبعث إحباط بالنظر إلى تطور التكنولوجيات الحديثة وكثافة الروابط البحرية والجوية ». كما أشار إلى أن المباحثات مع الجانب التايلاندي همت، أيضا، التعاون في مجال التعليم والتكوين وتدبير الحقل الديني عبر معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، موضحا أن مجموعة أولى من الأئمة التايلانديين ستباشر هذه السنة تكوينا في هذه المؤسسة. وعلى هامش الدورة ال 40 للجمعية العامة للجمعية البرلمانية لرابطة دول جنوب شرق آسيا، عقد المالكي سلسلة من اللقاءات مع نظرائه من الدول الأعضاء في الآسيان ومسؤولين سامين بالتايلاند، من بينهم الوزير الأول بريوت شان أو شا. وأكد العديد من المحاورين دعمهم لطلب المغرب الحصول على صفة عضو ملاحظ لدى رابطة آسيان، فيما أعلن رئيس وزراء تايلاند، السيد بريوت تشان-أو -تشا، رسميا، دعم بلاده لترشح المملكة لنيل وضع الشريك في الحوار القطاعي لدى الرابطة. وتأسست رابطة دول جنوب شرق آسيا عام 1967، وتضم إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين وبروناي وفيتنام ولاوس وبورما وكمبوديا. وهو خامس أكبر تكتل اقتصادي في العالم بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين واليابان، حيث يمثل هذا التجمع الإقليمي 9 في المائة من سكان العالم، أي قرابة 650 مليون نسمة. وتم تأسيس الجمعية البرلمانية لرابطة دول جنوب شرق آسيا سنة 1977. وتضم عشرة دول دائمة العضوية و12 بلدا ملاحظا.