أظهرت دراسة أن النساء كبيرات السن ذوات الدهون الزائدة نسبيا في سيقانهن، يعانين أقل من أمراض القلب والدورة الدموية، والعكس بالنسبة للنساء التي تتراكم الدهون لديهن في مناطق أخرى. قال باحثون من الولاياتالمتحدة، إن النساء كبيرات السن ذوات الدهون الزائدة نسبيا في سيقانهن، يعانين أقل من أمراض القلب والدورة الدموية، على الأقل بالنسبة للنساء ذوات الوزن الطبيعي، بعد سنوات اليأس. أما إذا كانت هذه الدهون الزائدة في البطن، فإن خطر الإصابة بمثل هذه الأمراض يزداد. وأوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت في العدد الحالي من مجلة « يوروبيان هيرت جورنال » الأوروبية لأبحاث القلب، أن الكمية الإجمالية للدهون ليس لها تأثير على القلب والدورة الدموية. وقال الباحثون إن الأهم من ذلك هو مكان الدهون الزائدة، وذلك حسبما تبين من الدراسة التي شملت 2683 امرأة. وتبين من الدراسة التي أجريت على مدى 18 عاما، أن ربع النساء ذوات الوزن الطبيعي، واللاتي يحتفظن بالدهون الزائدة في منطقة البطن، يواجهن خطرا مضاعفا للإصابة بأحد أمراض القلب والدورة الدموية المهمة، وذلك مقارنة بربع النساء اللاتي يحتفظن بدهون زائدة في منطقة الخصر. وكان هناك توجه مغاير فيما يتعلق بدهون الساقين، حيث تبين أن احتمال تعرض النساء اللاتي يحتفظن بدهون زائدة في الساقين، لخطر الإصابة بأحد أمراض القلب والدورة الدموية، كان أقل بنسبة 40% من النساء اللاتي يحتفظن بدهون قليلة جدا في منطقة الساقين. واستند الباحثون في دراستهم إلى بيانات عن حجم البطن أو الساقين، وقاس الباحثون نسبة الدهون اعتمادا على تقنية خاصة للأشعة السينية. غير أنه تبين أن النساء ذوات الخصر الكبير، كان لديهن نسبة أكبر من الدهون في البطن، وأن النساء ذوات الخصر الصغير، كان لديهن دهون أكثر في منطقة أعلى الفخذ. وكانت أكبر نسبة خطر للإصابة بأحد أمراض القلب والدورة الدموية لدى النساء اللاتي لديهن جزء كبير من الدهون المختزنة في البطن، ودهون أقل في الساقين. وكان هذا الخطر أكثر من ثلاثة أمثال الخطر لدى النساء اللاتي تتوزع لديهن الدون بشكل معاكس وأخذ الباحثون في الاعتبار 202 نوبة قلبية حدثت للمشاركات في الدراسة للمرة الأولى في حياتهن، وغيرها من اضطرابات الشرايين التاجية، إضافة إلى 105 سكتات قلبية حدثت لأول مرة، وقت الدراسة. وبذلك تناولت الدراسة، وبشكل خاص، أمراض القلب والدورة الدموية، الناتجة عن ترسبات الدهون في الشرايين، والمعروفة أيضا بتصلب الشرايين. وحلل الباحثون تحت إشراف « كيبين كي »، من كلية طب ألبرت أينشتاين، في نيويورك، بيانات نساء ذوات وزن عادي، بعد انقطاع الطمث. وتأكد الباحثون من عدم تعرض النساء المشاركات في هذا المشروع العلمي، لأي أمراض في القلب والدورة الدموية، كما أخذوا في الاعتبار سن النساء وعرقهن. وكان مؤشر كتلة الجسم الخاص بالنساء في النطاق الطبيعي، الذي تراوح بين 18و 25، وهو المؤشر الذي يتم حسابه بناء على الوزن بالكيلوغرامات، مقسوما على طول الجسم بالمتر. وبناء على نتائج الدراسة أوصت « كي »، وفقا لبيان عن الجمعية الأوروبية لأبحاث القلب، التي تصدر المجلة التي نشرت الدراسة، بعدم الاكتفاء بمجرد الحرص على خفض الوزن، والاهتمام إضافة لذلك بتوزيع الدهون في الجسم، حتى وإن كان وزن الجسم في النطاق الصحي، وكان مؤشر كتلة الجسم طبيعيا. ولا يعرف الباحثون السبب الذي يجعل الدهون الزائدة في الساقين ذات تأثير حام للجسم، ولكن الباحثين قالوا إن الدهون المختزنة في السيقان لا تضر، خلافا لدهون البطن، على الأقل في بعض عمليات الأيض المهمة، أي أنها لا تتسبب في أضرار في أجزاء أخرى من الجسم. وقال الباحثون إن هناك دلائل على أن السيقان « مكان نموذجي لتخزين الدهون