عبر حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشاربن، عن اعتزازه بحضور المغرب لقمة بارلاتينو هذه السنة، كعضو ملاحظ دائم، كما أبدى اعتزازه ب »الحضور المشترك الإفريقي العربي والأمريكو لاتيني »، مبرزا أن المغرب، في علاقاته الخارجية القائمة على مبدأ حسن الجوار وتنويع الشراكات الدولية، قد « عبر دوما عن تشبثها بعمقها الإفريقي باعتباره خيارا لا رجعة فيه، وحرصت على تمتين أواصر الأخوة و التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية الشقيقة ». إلى ذلك، استحضر بنشماش الخيار الذي يقوده محمد السادس، والذي تجسده زيارته لبلدان أمريكا اللاتينية سنة 2004، وكذا دعوته في خطابه الموجه لقمة إفريقيا-وأمريكاالجنوبية الأولى المنعقدة بأبوجا نجيريا سنة 2006 إلى « بلورة رؤية مستقبلية، تخدم المصالح المشتركة لدولنا » حيث أشار بنفس المناسبة إلى أن تلك القمة « تتيح الفرصة المواتية للاتفاق على إقامة شراكة استراتيجية، ترتكز على قيمنا المشتركة، المتمثلة في الحرية والديمقراطية والتضامن »، وتطمح إلى تجسيد تعاون جنوب – جنوب، قائم على الاحترام المتبادل والتنمية المستدامة. واعتبر بنشماش، في معرض كلمته خلال القمة بارلاتينو، يومه الجمعة 14 يونيو 2019، أن هذا اللقاء « عنوان للاستثمار في بناء الثقة في أنفسنا وفي قدرتنا الجماعية على تقرير مصائرنا بأنفسنا وصياغة المستقبل المشترك ولحظة ستظل فارقة في مسار تدارك الفرص الكبيرة والتاريخية التي ضاعت جراء ما عرف بالحرب الباردة وما خلفته من رهن حقيقي لفرص التعاون والحوار وحبست علاقات دولنا سواء بإفريقيا والعالم العربي او بأمريكا اللاتينية ». واعتبر أن اجتماع المغرب ببلدان مختلفة بامريكا اللاتينية كما بإفريقيا هي فرصة لدراسة « التحولات التي عاشتها جميع هذه الدول، سواء على المستوى الوطني أو الاقليمي، في بناء مسارات الدمقرطة والتنمية، التي تجعلنا قادرين أكثر من أي وقت مضى على توطيد بناء نموذج للتعاون، كفيل برفع التحديات المرتبطة بالحاضر وصنع مستقبل مشترك يسوده السلم والأمن والحرية وتلازمية العلاقة بين الأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون واحترام الوحدة الوطنية للدول والتضامن بين الشعوب »، على حد تعبيره. وأشار رئيس الغرفة الثانية للبرلمان المغربي إلى أن « ما تعيشه شعوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاراييب في الوقت الراهن من تشابه في القضايا والتحديات المطروحة والتحديات المتعددة والمتنامية المرتبطة بالمتغيرات الجيو-سياسية على الصعيد العالمي، وعلى بلدان القارتين وشعوبها، تستلزم تفعيل اختصاصات المؤسسات التشريعية عبر اعتماد دبلوماسية برلمانية مندمجة قوامها الندية والفاعلية، من اجل الترافع الفعال لتحقيق الإنصاف والعدالة لشعوب القارتين، لما لحقها من تمزيق لأوطانها واستغلال لثروراتها ». ورهن بنيوي لمستقبلها ومصيرها المشترك، خصوصا في ظل ما يوفره واقعنا اليوم كذلك من آفاق وفرص تاريخية لإرساء شراكة حقيقية تكون في مستوى نموذج للتعاون جنوب- جنوب، فدول المنطقتين تعرف نهضة متميزة على المستويات السياسية والفكرية والاقتصادية، تتوج مسارات من الدمقرطة والمصالحات السياسية، وهي الدينامية التي افرزت جيلا جديد من القادة الديموقراطيين، المتحررين من العقد الإيديولوجية، ويعملون بقدر معقول من البرغماتية السياسية، من أجل استقرار بلدانهم، وضمان التنمية الاقتصادية والرفه الاجتماعي لشعوبها. ومن هذا المنطلق « ترافعنا وتشاورنا وعملنا سويا لأزيد من سنتين من أجل تأسيس المنتدى البرلماني الافريقي الامريكو لاتيني AFROLAT ليكون بمثابة شبكة بين-جهوية مستقلة للبرلمانات الوطنية في القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية، و فضاء للحوار التفاعلي البناء وأرضية لالتقائية العمل البرلماني في أفق تيسير الاندماج الجهوي وتعزيز التعاون جنوب- جنوب، ونتطلع إلى أن يكون هذا المنتدى بمثابة آلية للترافع وإسماع صوت شعوب القارتين بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان »، يقول بنشماش.