على مدار شهر كامل تلتقي منتخبات كرة القدم النسائية في فرنسا ضمن تصفيات كأس العالم التي تستضيفها فرنسا حاليا وتستمر حتى السابع من الشهر المقبل. نجحت المرأة العربية في اقتحام اللعبة التي ظلت حتى عهد قريب حكرا على الرجل وبدأ تنظيم البطولات في للكرة النسائية في عدد من الدول العربية، حتى أن بعض الدول مثل العراق ومصر ولبنان تنظم دوريات محلية للعبة ويكتسب بعضها أهمية خاصة مثل الدوري الجزائري، إلا أن تواضع مستوي البطولات لم يسفر عن انجازات دولية مهمة ومن جديد تغيبت المنتخبات العربية عن أهم مسابقة كروية نسائية حتى الآن.وغابت المنتخبات العربية إذن عن محفل سيدات الكرة في العالم بعدما اقتصرت مشاركاتها خلال الأعوام السابقة على المنافسات القارية سواء كأس الأمم الأفريقية من خلال أربعة منتخبات، وهي الجزائر، تونس، مصر والمغرب، فيما كان الأردن المنتخب العربي الوحيد الذي مثل العرب في كأس أمم آسيا للسيدات في 2014. وعلى الرغم من أن المرأة أثبتت حضورا فاعلا وقويا في قطاعات أخرى غير الرياضة النسوية لم تتمكن حتى الأن من ترك بصمة مهمة في عالم الكرة، ولم نسمح بأسماء كبيرة في عالم الساحرة المستديرة المفعم بالنجوم. وقالت الكابتن هبة جعفيل المديرة الفنية السابقة لمنتخب السيدات اللبناني إن المستويات العربية في كرة القدم النسائية تتطور لكنها لم تصل بعد إلى المستوى الأوروبي نظرا لافتقاد التدريب في الصغر والمهارات الأكاديمية. وأوضحت أن المنتخب الأردني من أفضل المنتخبات العربية نظرا للاهتمام الخاص الذي توليه الأردن لهذه اللعبة، وأشارت جعيفل أن عادات المجتمع التقليدي تعطل اللاعبات عندما تصل إلى مرحلة تطور معينة ثم تضطر إلى التوقف فضلا عن عدم تمكن الفتيات من التدريب لفترات طويلة كنوع من الاحتراف.ودعت جعيفل إلى اهتمام الاتحادات بكرة القدم النسائية وأن تؤمن بقدرتها على تحقيق انجارات. بينما قالت إيناس مظهر مراقب مباريات الكرة النسائية بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم إن الكرة النسائية تحتاج اهتمام أكبر في العالم العربي مشيرة إلى حصول اللاعبة المصرية في انجلترا سارة حسن على الحذاء الذهبي ما يعني عدم نقص المواهب، وشددت مظهر على ضرورة وجود كوادر تدريبية وأجهزة ودعت الاندية الكبرى إلى تبني الفرق النسائية وبناء قاعدة من الأندية ودوري قوي ومسابقات مختلفة. وطالبت مظهر اتحاد كرة القدم بتقديم محفزات تشجيعية على غرار مايفعله الاتحاد الإفريقي الذي عزز جوائز الكرة النسائية ووضعها على قدم المساواة مع كرة القدم للرجال. كما أكدت مظهر على ضرورة الاهتمام الإعلامي الذي من شأنه تشجيع الفتيات على الانضمام لهذه اللعبة خاصة إن مصر نجحت في الوصول إلى انجازات كبرى في الرياضات النسائية المختلفة. وقالت كابتن رحاب ممدوح المشرف العام علي قطاع كرة القدم النسائية باحد أندية الدورى النسائي المصرية إن كرة القدم في مصر كان لها بدايات قوية وشاركت في بطولات عربية وهي مزدهرة حاليا من حيث عدد الفرق لكنها ليست قوية بما يكفي لإظهار الحضور في التصنيفات العالمية نظرا لضعف الإمكانيات وانشغال الاتحاد ومنح أولوية لكرة القدم للرجال. وأكدت ممدوح على أن الثقافة تحولت باتجاه قبول كرة القدم النسائية وطالبت الجهات المعنية مثل وزارة الشباب والرياضة والاتحاد بعمل بنية اساسية قوية والاهتمام بالنشء وبنشر اللعبة في المحافظات وهو ما أثبت نجاحا في ألعاب. وقالت لاعبة كرة القدم النسائية ايناس مصطفي إن اللعبة أصبحت تحظى الآن بالقبول لكن الدعم المادي لها ضعيف مؤكدة على ضرورة الاهتمام الإعلامي لتشجيع الفتيات على الانضمام للعبة خاصة إن الثقافة الذكورية مازالت تلعب دورا في إحجام الفتيات عن المشاركة. إعداد وتقديم: جيهان لطفي – سبوتنيك