عرفت مقاطعة امتحانات الدورة الربيعية لكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، يومه الاثنين 10 يونيو 2019، نسبة نجاح تقدر ب100 في المائة في كل من الرباط وطنجة وأكادير ووجدة وفاس، والتنسيقية الآن لا تنتظر سوى معطيات نسبة نجاح المقاطعة بكل من الدارالبيضاء، حسب ما كشف عنه حمزة قرمان، عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان. وأبرز قرمان، في تصريحه لموقع « فبراير »، أن طلبة الطب بالرباط ارتأوا عدم القيام بأي احتجاج أو تظاهر أمام كليات الطب والصيدلة هذا الصباح، بل تجنبوا الحضور في عين المكان أصلا، « وذلك حتى لا يتم اتهامنا بعرقلة السير العادي للامتحانات »، حسب تعبيره. كما انتقد المتحدث نفسه تطويق الكليات، في مختلف المدن، بالسياج الحديدي، وحضور القوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية لحراستها. وتعرف كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، صباح اليوم، احتجاجات عارمة من طرف بعض الطلبة في بعض الكليات، الذين قرروا تمديد مقاطعتهم لأسبوعين، لتشمل مقاطعة امتحانات الأسدس الحالي، والمطالبة بتأجيلها برمجتها في وقت لاحق. وفي رده على البلاغ المشترك لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة، نفى أيوب أبويبجي، المنسق الوطني لطلبة الطب بالمغرب، ما جاء فيهما من تفاصيل، سيما عبارة « استفذتا جميع سبل الحوار مع الطلبة »، مبرزا أن الطلبة « طالبوا بعقد لقاءات مع الوزارتين مرات متكررة بعد اجتماعهم الأخير بهما في 15 ماي، وكان آخر طلب لهم يوم الإثنين الماضي، لكن الوزارتين لم تستجب لهذه الطلبات »، على حد قوله. وأورد أبويبجي، في تصريحه لموقع « فبراير »، أن الالتزامات التي تحدث عنها البلاغ لا تدخل في صلب الملف المطلبي للطلبة، وهذا ينطبق على النقاط 14 المتحدث عنها، والتي تستلزم، حسبه، « أن تناقشها التنسيقية وتحتاج إلى جلسات حوار أخرى قبل الحسم فيها »، مطالبا بضرورة « الرجوع إلى الحوار المباشر مع التنسيقية وتجنب طرح حلول سطحية دون استشارتها ». وأكد المتحدث ذاته أن التنسيقية لن ترفع مقاطعتها للإمتحانات إلا بعد التحاور مع الوزارتين، والخوض في الإشكالات التي يعرفها القطاع من أجل التوصل إلى حلول لها، مشددا على أن « مجموعة من الطلبة يقاطعون الامتحانات اليوم، وهذا سينطبق على جميع الامتحانات المبرمجة في هذا الأسبوع ». واستغرب الفاعل الطلابي إصرار الوزارتين على إجراء الإمتحانات يوم غد الاثنين رغم اضطراب الوضع، مشيرا إلى أن الطلبة « قرروا مقاطعة الامتحانات وإرفاقها بوقفات احتجاجية، لأنهم لم يستوفوا بعد جميع دروسهم النظرية، كما لم يجلسوا مع الوزارتين على طاولة الحوار الحقيقي، وهذا ما يستنكرونه »، يقول أبويبجي. وتساءل أبويبجي كيف ستمر الامتحانات « بينما يقاطعها الطلبة والمكلفين بالحرصة ونسبة مهمة من الأساتذة الذين قرروا التضامن معنا، وأبرزهم أساتذة كليات الطب والصيدلة بالدارالبيضاء »، واصفا هذه الامتحانات ب »المهزلة ». ونفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة أن يتم تأجيل الامتحانات بسبب مقاطعتها من طرف الطلبة وأولياء أمورهم، مبرزة أن هذه الامتحانات ستجرى وفق البرمجة الزمنية التي صادقت عليها الهياكل الجامعية لكليات الطب والصيدلة والأسنان، دون أن يطرأ أي تغيير، مع « اتخاذ كافة الإجراءات القانونية المعمول بها ضد أي شخص يقوم بعرقلة السير العادي لهذه الامتحانات ». وتناقلت صفحات طلبة الطب على مواقع التواصل الاجتماعي، تدوينة جاء فيها « تنويرا منا للرأي العام، فإنا لم ندرس حرفا منذ 10 أسابيع كي يفرض علينا اجتياز الامتحانات ابتداء من 10 يونيو ». وكان بيان لتنسيقية طلبة الطب والصيدلة أعقب جمعها العام الأخير الذي انعقد الشهر الماضي قد دعا إلى تأجيل الامتحانات إلى حين التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف وتعلن استكمال الشروط البيداغوجية.