بدأت أزمة السودان بعد خروج عدد من المتظاهرين إلى الشارع رفضا للزيادة في أسعار الخبز، خلال دجنبر الماضي، وفي نفس الشهر أعلنت الحكومة زيادة أسعار البنزين، فاشتعل غضب السودانيين أكثر لتتحول شعارات الاحتجاجات من المطالبة بخفض الأسعار إلى إسقاط النظام الذي قاده عمر حسن البشير الحاكم لمدة 30 عاما. أعلن البشير حينها حالة الطوارئ، ورفض التنازل عن الرئاسة، وخرجت الشرطة لصد المتظاهرين، حيث استخدمت الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين بحجة إحداث الفوضى، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وطالب الشعب القوات العسكرية بالتنازل عن دعم البشير والوقوف إلى جانب المطالب الشعبية للشارع السوادني، وسرعان ما استجاب العسكر للشعب حتى واجه الشرطة، وأعلن في بيان تلاه وزير الدفاع السوداني ورئيس اللجنة العليا الأمنية، عوض بن عوف، الخميس 11 أبريل 2019، يقول أنه اقتلع رأس النظام واعتقل البشير إلى مكان آمن. وأقر بن عوف إحداث مجلس انتقالي يتولى إدارة الحكم، وأن الجيش سيمسك رئاسة البلد لمدة سنتين قبل وصول الانتخابات، الأمر الذي خلف ردود فعل غاضبة لدى السودانيين معتبرين أن الجيش انقلب على إرادته، وأنه لا فرق بين عوف وبشير، مطالبين الجيش بالتنحي عن السلطة وتسليمها لجهات مدنية تحت سلطة الشعب. وأعلن عوض بن عوف في 24 ساعة من إعلان إمساك الجيش لزمام الحكم، في بيان تلاه أمس الجمعة، على التلفزيون السواني تنازله عن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي الذي تشكل عقب الإطاحة بعمر البشير من السلطة، واختيار الفريق أول عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان خلفا له. فمن يكون عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان؟ عبد الفتاح البرهان، يبلغ من العمر 60 عاما، ولد غرب مدينة « شندي » بولاية نهر النيل في السودان، ظهر في واجهة المؤسسة العسكرية بعد تعيينه في فبراير الماضي في منصب المفتش العام للجيش السوداني. وشغل منصب قائد القوات البرية السودانية، وعمل في مناطق عدة بولاية جنوب دارفور، إضافة إلى عدد من المناطق العسكرية بجنوب السودان قبل انفصالها. وأكد مقربون من البرهان أنه ليس له ارتباط بأي تنظيم سياسي، مما يعزز من فرص نجاحه في الوقت الراهن.