تعهد الرئيس الجديد للمجلس العكسري الإنتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، معلنا إنهاء حضر التجوال وتسريح المعتقلين، وداعيا السودانيين، أحزابا ومجتمعا، إلى الحوار العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي. وجاء ذلك في بيان تلفزيوني تلاه البرهان، الذي تولى رئاسة المجلس ليلة أمس الجمعة، عقب استقالة وزير الدفاع عوض بن عوف من المنصب، يوما بعد إطاحته بالرئيس السوداني عمر البشير. وقال البرهان، في خطابه الذي بثه التلفزيون الرسمي، إنه يدعو كل أطياف المجتمع السوداني من أحزاب ومجتمع مدني للحوار، معلنا إلغاء قانون الطوارئ وإنهاء حضر التجوال وإطلاق سراح كافة المعتقلين أثناء الإحتجاجات. وأضاف البرهان: “أطلب من السودانيين استكمال شعارات الثورة معا”، مؤكدا أن المجلس العسكري الانتقالي “يلتزم بفترة انتقالية مدتها عامان كحد أقصى تفضي إلى حكومة مدنية”، حسب قوله. كما أعلن الحاكم الجديد للسودان عن “ملاحقة كل المسؤولين عن الفساد ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء”، حسب قوله. كما قال البرهان إن المجلس العسكري الانتقالي يؤكد على وقف إطلاق النار في كل مناطق السودان، وذلك في إشارة إلى مناطق النزاع المختلفة في البلاد، وخصوصا إقليم دارفور. على صعيد آخر، كان مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق صلاح عبد الله قوش قدم استقالته من منصبه مساء أمس، وذلك بعد ساعات من تنحي رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف ونائبه. وأوضح التلفزيون السوداني أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان وافق على استقالة قوش من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني. من جهة أخرى، تواصلت اليوم الاحتفالات والاعتصامات في السودان بعد ساعات من تنحي الفريق أول عوض بن عوف من رئاسة المجلس العسكري الذي تشكل أول أمس الخميس، إثر الإطاحة بالرئيس عمر البشير. ويواصل الآلاف من السودانيين الاعتصام أمام قيادة الجيش، فيما حث تجمع المهنيين السودانيين وتحالفات المعارضة المواطنين على التوجه إلى مكان الاعتصام للمحافظة على مكتسبات الثورة. أما المجلس العسكري الانتقالي، فقد طالب دول الجوار تقديم مساعدات مالية لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتردية في البلاد. وخلال اجتماع مع عدد من الدبلوماسيين العرب والأفارقة، قال رئيس اللجنة السياسية في المجلس الفريق أول عمر زين العابدين، إن السودان بحاجة إلى مساعدة هذه الدول ويعاني نقصا في مواد أساسية، مثل الدقيق والوقود.