خلف النزاع السوري منذ اندلاعه قبل ثمانية أعوام أكثر من 360 ألف قتيل وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية والقطاعات المنتجة، كما شر د الملايين من النازحين واللاجئين. وتعد الأزمة السورية من أكبر الأزمات الانسانية وأكثرها تعقيدا جراء انخراط أطراف عدة وقوى إقليمية ودولية في نزاع بدأ في العام 2011 على شكل احتجاجات سلمية سرعان ما تحولت حربا مدمرة. في ما يأتي أبرز المحطات في هذا النزاع المستمر. وسرعان ما تحو لت الاحتجاجات إلى تمر د مسل ح بدعم من الغرب ودول عربية. وسيطر مقاتلو المعارضة على معاقل مهمة خصوصا في مدينتي حمص (وسط) وحلب (شمال)، ثاني أكبر مدن البلاد. واعتبارا من 2013، بدأت الطائرات والمروحيات بإلقاء الصواريخ والبراميل المتفج رة على مناطق الفصائل تزامنا مع حصار بري خانق. ودعمت إيران النظام السوري ماديا وعسكريا عبر « مستشارين عسكريين » ومقاتلين شيعة من إيران وباكستان وأفغانستان والعراق. اعتبارا من العام 2013، عززت فصائل جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة وأخرى متحالفة معها نفوذها خصوصا في محافظة إدلب (شمال غرب)، التي تسيطر عليها حاليا هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا ). وتمكنت بعد شهرين من هجومها من السيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية، مخلفة قتلى وجرى وعشرات آلاف النازحين. وبعد قصف مكث ف واتفاقات إجلاء برعاية روسيا، فرضت قوات النظام سيطرتها على المنطقة، وتمكنت من وضمان أمن دمشق التي استهدفها مقاتلو الفصائل بالقذائف دوريا . وفي اليوم ذاته، شن ت الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات ردا على هجوم كيميائي مفترض ن سب إلى قوات النظام ضد مدنيين في بلدة دوما، كبرى مدن الغوطة، الأمر الذي نفته دمشق بالمطلق. وردا على هجوم بغاز السارين على مدينة خان شيخون (شمال غرب)، أطلقت بارجتان أميركيتان في البحر المتوسط صواريخ كروز من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية (وسط). وكانت دمشق وافقت على تفكيك ترسانتها من الأسلحة الكيميائية بعد اتهامها صيف 2013 بالوقوف خلف هجوم كيميائي تسبب بمقتل 1700 شخص في الغوطة الشرقية. وقد أثار إعلان ترامب مخاوف المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة « إرهابيين » وتتوع د بشن هجوم جديد ضدهم. إلا أن واشنطن عادت وأعلنت مؤخرا قرارها بإبقاء قوة من مئتي جندي، ما يوحي بحسب محللين بأن انسحابها لن يكون سريعا . ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية في معاركها الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا. وتقترب هذه القوات من حسم المعركة واعلان انتهاء « خلافة » أثارت الرعب لسنوات.