بدأت فيسبوك بطرح ميزة جديدة تتمثل في إمكانية إلغاء إرسال الرسائل ضمن منصة التراسل ماسنجر Facebook Messenger لمستخدمي الأجهزة العاملة بنظامي أندرويد وآي أو إس في عدد قليل من البلدان. وكانت المعلومات الأولية عن هذه الميزة قد ظهرت في أبريل من هذا العام، حيث كانت تخطط فيسبوك لإطلاقها بعد قيامها بعدة تجارب، كما ظهرت لقطات شاشة للميزة الجديدة خلال الأسابيع القليلة الماضية. وتتوفر الميزة الجديدة في الوقت الحالي للمستخدمين في كولومبيا وبولندا وبوليفيا وليتوانيا فقط، لكن من المتوقع أن يتم طرحها في أجزاء أخرى من العالم قريباً، حيث تسمح الميزة للمستخدمين بإزالة أي نوع من الرسائل المرسلة من صندوق المستلم في غضون 10 دقائق من الإرسال، بما في ذلك الرسائل النصية والدردشات الجماعية والصور ومقاطع الفيديو والروابط وغيرها. كما يحتفظ موقع فيسبوك بالرسالة المحذوفة لفترة أطول قليلاً، وذلك حتى يستطيع التحقق من مضمون الرسالة المحذوفة في حال حصوله على بلاغ بإساءة استخدام وانتهاك لسياسات الموقع. ويمكن للمستخدمين استعمال الميزة المعروفة باسم « Remove for Everyone » من أجل تصحيح خطأ أو حذف شيء تم إرساله عن طريق الخطأ، إلا أنهم لن يتمكنوا من تعديل التاريخ القديم. وتواصل فيسبوك توفير ميزة الحذف القديمة، بحيث يمكن للمرسل حذف الرسالة المرسلة من صندوق بريده غير أنها ستظل في صندوق البريد الوارد للمستلم. وتشير المعلومات إلى أن فيسبوك تعمل أيضاً على ميزات ذات صلة مثل القدرة على تعيين تاريخ انتهاء صلاحية الرسائل أو سجلات الدردشة بعد فترة محددة من الوقت. وبالرغم من أن هذه الميزة قد تكون مفيدة بالفعل للحفاظ على الخصوصية، لكن يجب على المنصة ضمان أن لا يتم إساءة استخدامها. من جهته، قال ستان شودنوفسكي Stan Chudnowsky، مدير منتج ماسنجر ضمن الشركة: « هناك الكثير من الايجابيات لهذه الميزة مثل السماح للمستخدمين بالتحكم فيما يرسلون وحذف الرسالة في حال الخطأ من أجل تصحيحها، كما أن هناك الكثير من حالات الاستخدام المقبولة التي أردنا توفيرها، ولكننا نحتاج إلى التأكد من أننا لا نفتح أي أبواب جديدة للتنمر، كما أننا نحتاج إلى التأكد من أن الأشخاص لا يرسلون إليك رسائل مسيئة ثم يحذفونها لأنك إذا أبلغت عنهم ولم تكن هناك رسائل فلا يمكننا فعل أي شيء ». وتختلف الميزة المطروحة حالياً عن تلك المستخدمة لحذف رسائل الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ القديمة بشكل سري قبل سبعة أشهر، حيث أن تلك الرسائل لم تكن مقيدة بحد زمني مقداره 10 دقائق، كما أن عملية الحذف لم تترك « علامة مميزة »، وهي الملاحظة التي تشير عادة إلى أن الرسالة قد حذفت، مما شكل حينها انتهاكاً لثقة المستخدم وإساءة استخدام لسلطة الشركة بالنظر إلى أن المستخدمين لم يكن لديهم أي طريقة لإلغاء إرسال الرسائل. وزعمت فيسبوك حينها أن هذه الخطوة كانت لحماية خصوصية مدرائها التنفيذيين والأسرار التجارية للشركة، إذ قامت المنصة بعد اختراق رسائل شركة Sony Pictures عام 2014 بإجراء عدد من التغييرات لحماية اتصالات المسؤولين التنفيذيين، بما في ذلك الحد من فترة الاحتفاظ برسائل الرئيس التنفيذي للشركة ضمن ماسنجر. وقال ستان شودنوفسكي: « انتظرنا طويلًا قبل طرح هذه الميزة لأنه كان من الصعب القيام بتنفيذها بالنظر إلى طريقة عمل ماسنجر، كما كنا قلقين بشأن مخاوف النزاهة التي سوف تظهر، إذ بالرغم من أنها تبدو بسيطة جداً، لكنها تصطدم بالعديد من العقبات التكنولوجية والفلسفية، حيث أنه بمجرد أن تصل إلى مستوى 1.3 مليار مستخدم حول العالم، فإن التغيير من نموذج إلى آخر يكون أكثر تعقيداً ».