أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أن نجاح أي تسوية سياسية للأزمة الدائرة في ليبيا منذ سنوات، يتطلب توفير الظروف والشروط الأمنية المناسبة. وقال بوريطة، في مؤتمر صحفي مشترك، مع نظيره المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، بالقاهرة عقب مباحثاتهما، أن الجانب الأمني يكتسي أهمية بالغة في نجاح أي مسار سياسي للأزمة الليبية، مبرزا أنه يتعين إعطاء هذا الجانب الاهتمام الذي يستحقه. وذكر الوزير في هذا الصدد، بأن اتفاق الصخيرات الموقع بين أطراف الأزمة الليبية، تضمن العديد من التدابير الأمنية، لم يتم تطبيقها، لافتا إلى أن الوقت قد حان لتنفيذ هذه التدابير تمهيدا للتسوية السياسية. من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن الوضع العربي الراهن يتطلب تنسيقا كبيرا بين المغرب ومصر، بشأن مختلف الاستحقاقات المقبلة، سواء على الصعيد العربي أو الإفريقي، مع تولي مصر الرئاسة الدورية للإتحاد الافريقي العام الحالي، معربا عن استعداد المغرب دعم القاهرة لانجاح هذه الرئاسة. وعلى صعيد آخر، أشار الوزير إلى أن المغرب يؤيد كافة التدابير التي تتخذها مصر لحماية أمنها والدفاع عنه، منوها بالجهود التي تقوم بها مصر لخلق شروط الطمأنينة في البلاد، وبالاصلاحات الاقتصادية الهامة التي تم القيام بها في هذا الإطار، بما يساهم في تعزيز دور مصر الاقتصادي إقليميا ودوليا. وعبر بوريطة عن ارتياحه لمستوى العلاقات القائمة بين البلدين « المتنوعة بآلياتها والغنية برصيدها القانوني »، مسجلا أنه تم الاتفاق على تفعيل هذه الآليات من خلال تدابير عملية تتعلق بالخصوص بعقد لجنة الحوار الاستراتيجي بين البلدين خلال العام الجاري، وتفعيل مجلس الأعمال المغربي المصري، ومراجعة الإطار المؤسساتي والقانوني للتعاون الثنائي لجعله يتناسب مع أولويات المرحلة.