قال محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في قضايا الإسلام والشريعة، إن « فتاوى تحريم الاحتفال بميلاد المسيح بن مريم وأعياد رأس السنة لم تكن إلا نوعا من رد الفعل من الفقهاء المسلمين الذين رأوا في هذه الاحتفالات تهديدا لهويتهم وعقائدهم، فاعتبروها بدعا منكرة، بل يمكن القول أن ابتداع الاحتفال بالمولد النبوي في القرن الرابع أو الخامس الهجري لم يكن إلا رد فعل أمام هذه الاحتفالات التي انتشرت ببلاد المغرب والأندلس ». وفي السياق ذاته، كشف محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب ب « أبي حفص » أن كتب التاريخ تتحدث عن « احتفال المغاربة بمولد عيسى ورأس السنة الفلاحية التي كانت هي رأس السنة عند سكان المغرب بلبس أحسن الثياب ونظم الأشعار وتبادل التهاني، بل كانو كما يحكي الونشريسي في المعيار المعرب والعزفي في الدر المنظم يذبحون الذبائح، ويأكلون الإدام والفاكهة، ويتحدث ابن الحاج في المدخل عن العصيدة التي كانت تعد بمناسبة ميلاد المسيح وهي غير تلك التي كانت تعد رأس السنة الفلاحية أو ما يعرف باحتفال ينير ». هذه الإحتفالات، يضيف أبوحفص، قوبلت باستنكار من طرف الفقهاء، « إلا أن عامة الناس لم يلتفتوا لذلك، ولم يروا في هذه الاحتفالات أي تهديد للهوية والعقيدة، حتى كانت الموجات الوهابية التي غزت المجتمعات الإسلامية، فأحيت فتاوى التحريم والتبديع، و أعادت مثل هذا الجدل عند رأس كل سنة ». وزاد موضحا في تدوينة على « فيسبوك »: « اليوم أظن أننا تجاوزنا ذلك الصراع الهوياتي والعقائدي منذ زمن، فقد تفهم ردة فعل الفقهاء السابقين في إطار الحروب الدينية التي كانت يومئذ، لكن اليوم العالم كله بكل أديانه وملله و اتجاهاته يحتفل برأس السنة، بنهاية سنة وبداية أخرى، ويحترم أعياد كل الأديان بما فيها أعياد المسلمين، ويجري تبادل التهاني بين كل ملل الأرض عند كل مناسبة، بعيدا عن هذه الصراعات العقائدية ». واعتبر الباحث في قضايا الإسلام والشريعة أن « الاحتفال بهذه المناسبات هو اليوم ثقافة وعادات وفرص للفرح والابتهاج، وليست عبادة حتى يقال عنها بدعة، ولكل الحق في الاحتفال بميلاد الأنبياء جميعا، بل وغير الأنبياء ، دون أن يكون في ذلك أي تهديد لهويته، هذا لو سلمنا أن هناك تهديد للهوية، والسؤال الأهم: عن أي هوية يتحدثون؟ وهل نحن فعلا قد شكلنا هوية موحدة؟… في انتظار الجواب، سنة سعيدة للعالمين جميعا، وكل عام وأنتم بخير ».