قال وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إن جريمة « إمليل » تؤكد أننا أمام جريمة نفذها « ذئاب منفردة »، وليس للأمر علاقة ب »عمل إرهابي منظم »، كاشفا عن اعتقال 17 متهما في القضية والقضاء على المخطط برمته. وشدد لفتيت أن الخلاصات الأولية التي يمكن استنتاجها من هذا الحادث الأليم تظهر أن الأمر لا يتعلق بتنظيم إرهابي كبير بل فقط بأفراد متشبعين بالفكر المتطرف قرروا ارتكاب هذه الجريمة فيما بينهم بوسائل بسيطة مستوحاة من الممارسات البشعة للتنظيمات الإرهابية. وأضاف لفتيت خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الاثنين « ما كان يقلقنا وقع بالفعل وبوسائل بسيطة متاحة للعموم ومن مصادر غير متوقعة »، مشيرا « أنه تبين من خلال الحادثة أن الأمر لا يتعلق بالإرهاب وإنما بأفراد تشبعوا بأفكار فردية متطرفة، كذئاب منفردة تتحرك في الظل وتتسلح بعنصر المفاجأة. وتابع لفتيت كلامه قائلا: » مهما بغلت درجة فعالية المقاربة الأمنية المعتمدة من طرف الدولة لمحاربة الإرهاب، فإنها تظل معرضة للتشويش الناتج عن إصرار البعض على تبني مقاربة انتهازية يجسدها سلوك بعض التيارات داخل الوطن وخارجه والتي تحرص على تبني خطابات عدمية تزرع الإحباط وتنشر ثقافة التيئيس لتحقيق غايات مشبوهة ». وأكد وزير الداخلية أن أول خطوة للقضاء على الإرهاب هي وقاية مجتمعنا من المخاطر الناجمة عن استغلال الدين لتحقيق أغراض دنيئة بعيدة عن قيمه السمحة التي هي إحدى الروافد الأساسية للمثل الإنسانية السامية. » ودعا لفتيت إلى وجوب التحلي بخطاب واضح من طرف الأفراد والجماعات على حد السواء والالتزام بالثبات في المواقف بعيدا عن المتجارة في القيم الأخلاقية فلاوجود لمنزلة وسطى في حب الوطن، على حد تعبيره. وأضاف « حب الوطن ليس تنميقا بلاغيا يردد في المناسبات بل هو تجسيد لتجديد الانتماء الحقيقي والكامل إلى بلد وشعب بماضيه وحاضره ومستقبله بمكتسباته وآفاقه ». يذكر أن الجريمة وقعت يوم الاثنين 17 دجنبر الجاري، في منطقة إمليل نواحي مراكش، عندما عثر على جثتي سائحتين إحداهما من النرويج والثانية من الدنمارك، وقد تم قتلهما بالسلاح الأبيض وبطريقة بشعة. وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، توقيف تسعة أشخاص بعد اعتقال خمسة أشخاص جدد، وكانت النيابة العامة بالمغرب قد اعتقلت الموقوفين الأربعة السابقين للتحقيق معهم في جريمة القتل، والبحث في الخلفية الإرهابية للجريمة.