في أول تعليق له على الجريمة الإرهابية الوحشية التي ذهبت ضحيتها فتاتان من الدانمارك والنرويج بمنطقة إمليل بمدينة مراكش، أعلن وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت أن "الجريمة الإرهابية التي وقعت في الحوز أثبت جدية وصواب القناعة بكون الوطن في مواجهة دائمة مع التهديدات الإرهابية". وشدد الفتيت، اليوم الإثنين في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، وهو يسترجع المعطيات المحيطة بهذا الحدث الأليم، على ضرورة "الاحترام التام للقانون بالتحريات في إطار البحث التمهيدي الذي تشرف عليه النيابة العامة". وفي هذا الصدد قال الفتيت: "عدد المتورطين الذين تم اعتقالهم بلغ 17، ليكون العدد الإجمالي لهذا الفعل الإجرامي نهائيا"، موردا أن الأمر "لا يتعلق بتنظيم إرهابي كبير، بل بأفراد متشبعين بالفكر المتطرف، قرروا ارتكاب هذه الجريمة بوسائل مستوحاة من العناصر الإرهابية وبطرق بدائية". وأكد المسؤول الحكومي أن تغيير الإرهابيين لإستراتيجيتهم جاء نتيجة تضييق السلطات الخناق على هذه المجموعات الإرهابية، مضيفا أن هذا الأمر حدّ من قدراتها الإجرامية، ما جعلها تنتقل إلى منطق الذئاب المنفردة اعتمادا على المباغتة. "ما وقع أثبت أن ما يقلقنا حصل بوسائل بدائية متاحة للعموم وغير متوقعة"، يقول وزير الداخلية، الذي اعتبر أن "الواقعة برهنت أن الإرهاب لا وطن له ويمكن أن يضرب في أي وقت من الأوقات مهما بلغ وعي الدولة والمجتمع به"، معلنا "إدانة الشعب المغربي لهذا العمل الوحشي الذي لا ينسجم مع قيمنا"، ومتقدما بالتعازي للعائلتين إثر هذا العمل الذي لا يمس الضحايا فقط، "بل يمس المغاربة جميعا". وسجل الفتيت أن "التحديات الإرهابية مستمرة ما دام هناك خطاب متطرف يلقى صدى محليا، وما دامت هناك جماعة إرهابية تعمل على المس بالأمن الداخلي"، مبرزا أنه "مهما كانت قوة الدولة في التعاطي مع المخاطر الإرهابية فإنها تظل معرضة للتشويش بعد إصرار البعض على سلوك مسالك انتهازية تجسدها البعض من التيارات داخل الوطن وخارجه، والتي تعتمد خطابا عدميا وتنشر ثقافة اليأس لغايات مشبوهة". وشدد المتحدث على أن "أول خطوة لمواجهة الإرهاب هي وقاية مجتمعنا من المخاطر، ومنع استغلال الدين لتحقيق أغراض دنيئة، بعيدا عن قيمه السمحة"، داعيا إلى "وجوب التحلي بخطاب واضح من قبل الأفراد والجماعات والالتزام في المواقف عوض المتاجرة بالقيم الأخلاقية، لأنه لا وجود لمنزلة وسطى في حب الوطن، بل هو تجسيد للانتماء إلى البلد ومكتسباته". وحذر وزير الداخلية مما اعتبره "الخطاب الملتبس لجهات معينة، حسب المصالح والمواقف، والسعي الدائم إلى تبخيس مجهودات الدولة"، مشيرا إلى أن ذلك "يؤدي إلى فقدان الثقة في ما يجمعنا كأمة من نبذ التطرف والظلامية". ونبه الفتيت في هذا الصدد إلى أن هذا الأمر "يجعل البعض يبحث عن ولاءات بديلة كمنهج للتعصب"، مؤكدا أن "طريق الشر والكراهية أصبحت معبدة أكثر من أي وقت مضى بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت كبديل عن الاستقطاب المباشر".