أكدت رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، أمينة لمريني الوهابي، مساء أمس الجمعة بالعاصمة بنما، أن توحيد جهود الحركات النسائية من أجل المساواة كفيل بتعزيز التمكين السياسي للمرأة ووصولها لمراكز السلطة والقرار للمساهمة في تدبير الشأن العام. وشددت لمريني الوهابي، في مداخلة خلال لقاء نظم ضمن فعاليات الدورة ال14 للمعرض الدولي للكتاب بالعاصمة البنمية حول موضوع « النساء والسياسة: المشاركة والسلطة والتمثيلية »، على أهمية المشاركة السياسية للمرأة كآلية تتيح لها المساهمة الفعالة في تخطيط السياسات العمومية وتوجيهها بشكل يخدم التقدم المساواة والإنصاف بين الجنسين. وأكدت على أن المساواة بين الرجل والمرأة ينبغي أن تكون ضمن أولويات الأحزاب على غرار باقي القضايا الأخرى المرتبطة بالديمقراطية، معتبرة أن التكوين داخل الأحزاب يسمح بتعزيز القدرة على تحليل الوضعيات والسياقات والتعامل مع المواقف، وداعية إلى تغيير العقليات التي ترى أن المرأة غير قادرة على ممارسة الفعل السياسي. وتوقفت لمريني الوهابي، في هذا الصدد، عند تاريخ الحركة النسائية بالمغرب، مبرزة العمل الكبير الذي قامت به هذه الحركة في العديد من المحطات كقوة اقتراحية تتمتع برؤية سياسية واجتماعية ساهمت في البناء الديمقراطي للمملكة والذي قاد إلى العديد من الإصلاحات القانونية والدستورية. واعتبرت أن الحركة النسائية كانت الأكثر دينامية من بين حركات المجتمع المدني بالمملكة خلال ال30 سنة الأخيرة وعرفت كيف تتأقلم مع السياقات التاريخية والاجتماعية للنهوض بوضعية المرأة وتغيير الترسانة القانونية بالمملكة بما يحقق المساواة والإنصاف بين الجنسين. كما أبرزت لمريني الوهابي، في هذا السياق، دور الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في تعزيز ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة في وسائل الإعلام السمعية البصرية ومن خلالها، وكذا جهود الهيئة من أجل تتبع حضور النساء في المنابر الإعلامية بمختلف أصنافها، والسهر على الاحترام التام لمبادئ التعددية وحرية التعبير بالقطاع لضمان المساواة بين الجنسين باعتبارها حقا من حقوق الإنسان الكونية. من جهتها، اعتبرت الأكاديمية والخبيرة القانونية البنمية، آنا بيكتوريا سانتشيز أوروتيا، عضو مركز المبادرات الديمقراطية بالبلد الكاريبي، في مداخلتها، أن التمكين السياسي للمرأة لا يتم داخل الأحزاب فحسب، بل يتم أيضا عبر تعزيز العمل من خارج التشكيلات السياسية، لاسيما في القطاعين الأكاديمي والمدني. كما دعت الأكاديمية البنمية إلى تقوية التمثيل السياسي للنساء وإلى توحيد خطاب الحركة النسائية داخل البلد الواحد بما يضمن عدم تشتت الجهود الرامية إلى بناء مجتمع قوامه المساواة والإنصاف بين الرجل والمرأة، معتبرة أن المشاركة السياسية للنساء تضمن جودة السياسات العمومية بشكل عام وتلك الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين على الخصوص. يشار إلى أن هذا اللقاء يندرج ضمن الأنشطة العديدة المنظمة في إطار فعاليات هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها الغرفة البنمية للكتاب من 14 إلى 19 غشت الجاري بمشاركة العديد من البلدان، بينها المغرب. وتتمثل المشاركة المغربية، فضلا عن حضور رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في رواق أقامته سفارة المملكة ببنما، يعرض أزيد من 200 مؤلف ومنشور باللغة الاسبانية حول تاريخ المملكة المغربية، تتناول مختلف جوانب الحضارة المغربية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذا المؤهلات السياحية للمملكة وعلاقاتها، لاسيما مع بلدان أمريكا اللاتينية.