كشفت دراسة استراتيجية حول انتظارات المرأة المغربية بخصوص وسائل الإعلام السمعي البصري، أن وصلات الإشهار والمسلسلات والأفلام تقدم صورة المرأة الضحية، المنتقص من قيمتها، التي لا تحظى إلا بالقليل من الاحترام، وتقدمها في صورة المرأة المحبطة، المقموعة، والضعيفة، والمتخلفة. وأظهرت نتائج الدراسة الاستراتيجية، التي قدمت أول أمس الأربعاء، بالرباط، أن التصورات المرتبطة بصورة المرأة في وسائل الإعلام لا ترقى إلى الهدف المنشود، مبرزة أن 77 في المائة من المستجوبات يرين أن وسائل الإعلام تحترم المساواة والإنصاف بين الجنسين على مستوى التمثيلية العددية للنوع الاجتماعي، مع وجود فوارق كبيرة بالنسبة لما تعيشه المرأة المغربية. وطالبت الدراسة التلفزيون المغربي بأن يعكس التطورات المجتمعية، بهدف تصحيح الاختلالات الوظيفية الراسخة في الثقافة الشعبية. من جهته، شدد خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، أثناء تقديم نتائج دراسة حول "انتظارات المرأة المغربية بخصوص وسائل الإعلام السمعية البصرية" بالرباط، على إدماج مقاربة النوع الاجتماعي في المؤسسات العمومية والبرامج التنموية، معتبرا أن المساواة بين الجنسين من الرهانات المهمة للحكومة. وقال إن "مقاربة النوع الاجتماعي، لدى الحكومة، لا تقتصر على الرفع من تمثيلية النساء في الهيئات المنتخبة ومراكز القرار، بل إنه مشروع مجتمعي ضخم، يهدف إلى تحقيق المناصفة في المستقبل، والعمل في اتجاه النهوض بالحقوق الأساسية للنساء في كل الميادين"، مشيرا إلى أن وزارة الاتصال شرعت، منذ 2004، بدعم من الوكالة الكندية للتنمية الدولية، في العمل على اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي، وإرساء قواعد مأسسة المساواة بين الجنسين، بتكوين لجنة للتتبع لتفعيل مختلف مراحل مأسسة المساواة بين الجنسين في قطاع الاتصال، ووضع مخطط تنظيمي للجنة التتبع، بما في ذلك الهياكل القانونية، والمهام، والمسؤوليات والتكوين. وأضاف أن لجنة التتبع تتشكل من ممثلين لجميع المؤسسات الشريكة لقطاع الاتصال والإعلام، وهدفها، على المدى المتوسط، إدماج مقاربة المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام، وتعزيز القدرة المؤسساتية لوزارة الاتصال والمؤسسات الشريكة، للأخذ بعين الاعتبار مسألة المساواة، وتقويتها وترسيخ ثقافتها، عبر التحسيس باحترام خصوصية المرأة، ونشر قيم المساواة والإنصاف بين الجنسين. وأوضح الناصري أن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن تعتبر من الشركاء الأساسيين، لما تشرف عليه من تنفيذ للاستراتيجية الوطنية من أجل الإنصاف والمساواة بين الجنسين، بإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات والبرامج التنموية، وما تساهم به في بلورة الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام. وحضر حفل تقديم نتائج الدراسة، إضافة إلى الناصري، كل من كرستوفر ويلكي، سفير كندا بالرباط، وأحمد الغزالي، رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ومدير ديوان نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن.