وكأنها دوامة! تبدأ القصة مع الصحافية أماني الخياط، التي اعتذرت للمغاربة بالصوت والصورة، بعد أن اتهمت المغرب والمغاربة بالاقتيات من عائدات الدعارة، وإعتماد اقتصاده عليها، وصولا إلى تصريحات يوسف شاهين، الذي قال، أن ثمانية من أصل كل عشرة مغاربة، يهود، يدعون أنهم مسلمين من باب التقية، ويبدو أن القصة لم تكتمل بعد مع عيد الأضحى، بعد أن أكد الدكتور عيد يوسف، أمين عام الفتوى بالجامع الأزهر، أن احتفال المغرب اليوم بأول أيام عيد الأضحى غير جائز شرعاً، لأنهم يخالفون ما اعتاده المسلمون ويخرقون الإجماع وفق ما نشره موقع صدى البلد المصري! وكأن جهة ما تريد التخذيل بين المملكة المغربية ومصر، اللتين ربطت بينهما صداقة واحترام تاريخيان! بهذا الصدد اتصلنا بالأستاذ أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، فكان هذا الحوار. « احتفال المغاربة بالعيد باطل، وصومهم باطل وعيدهم باطل.. » إنها العبارة التي صدمت المغاربة، وقد وردت على لسان أمين عام الفتوى بالجامع الأزهر، فما هو تعليقكم؟ أولا: الناطق الرسمي باسم هيأة الإفتاء المصرية، والذي تربطه بالمغرب صداقة ومودة كبيران، شخص واحد يدعى السيد شوقي علام، أما الأستاذ الذي ذكرت، فلا يمثل إلا نفسه. ثانيا، ان منهاج بلادنا لرؤية الهلال، علمي، وانه يستند على الرؤية الدقيقة في جميع جهات المملكة، بما في ذلك جهة الصحراء. ثالثا: ان المملكة في مراقبتها للهلال تستعين بخبرات مدربة، وثمة قسم خاص بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو قسم ينسق مع المندوبيات الجهوية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي تضم قضاة وعلماء موثوقين، يتلقون تدريبات تأهيلية، لتنسيق عملية مراقبة الأهلة جمع « هلال ». بالاضافة الى ان ثمة تكوينا مستمرا في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، يتم بشكل دوري، لتحيين استعمال ما يستجد في هذا المجال من آليات ووسائل، بالإضافة إلى الدور الرائد الذي تقوم به عناصر مدربة من القوات الملكية المسلحة، بحيث هناك تنسيقا دائما ومستمرا، فحين تبرمج عملية مراقبة الهلال، تتعبأ كل الطاقات، وتستمر التعبئة، ابتداء من وقت ما بعد العصر إلى غاية دنو صلاة العشاء، ولا يتخذ القرار، إلا بعد استكمال كل المعلومات، التي تتم تحت إشراف قسم متخصص بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث تؤخذ بعين الاعتبار ملاحظات كل النظارات والمندوبيات بكافة جهات المملكة.. إننا إزاء عملية علمية محضة، ونحن نتبع بهذا الصدد، توجيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في رمضان الذي يقول فيه: » صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته » وهو التوجيه الذي يجعل من الرؤية عملية محورية في مراقية الاهلة. لكن، الشيخ يتساءل لماذا تخرج هذه المراقبة العلمية الدقيقة عن الإجماع؟ فلا نصوم ولا نحتفي بالعيد مع باقي المسلمين؟ إننا نراقب كل شهر هجري بالمزاوجة بين الحساب الفلكي، والرؤية العينية، أي نأخذ بشاهدين في هذا الباب، وليس بشاهد واحد. أما بالنسبة ليوم عرفات، فثمة وقفة واحدة، ينضم فيها الحجاج المغاربة بتوجيه من علمائهم، بكل ظروف الرحمان، الذين وفدوا على هذا الموقف الأغر، فليس للمغاربة عرفاتهم، بل هناك وقفة عرفات واحدة، ومن ثم فلا خرق للاجماع.
هل تعتقدون أن ثمة من يود تسييس هذه القضية، لاسيما حينما يدفعون بأن صوم المغاربة وعيدهم باطلان؟ دعوني أوضح لكم النقطة الاتية، إن عيد الأضحى يستمر، كما أجمع على ذلك فقهاء الامة، الى مغرب اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، وعلى فرض ان المغاربة بزعم الاستاذ اخطؤوا في الرؤية، فان تضحيتهم باجماع علماء الامة، ستكون متقبلة ان شاء الله، فكيف والحال ان اهل هذه المملكة المغربية، شديدوا التحري في مجال مراقبة الاهلة، كما سبق بيانه. وعليه فان القول بان عيدنا باطل، قول غير مؤسس علميا ولا فقهيا، وهو مجرد إطلاق للكلام على عواهنه.