رد خطير وجهه الداعية الإسلامي الشيخ عبد الباري الزمزمي على الفتوى المثيرة للجدل لعلماء الأزهر، الذين أبطلوا من خلالها شرعية احتفال المغرب بأول أيام عيد الأضحى المبارك، على اعتبار أنه غير جائز شرعا بحكم أن المغاربة يخالفون ما اعتاده المسلمون ويخرقون الإجماع، وهو ما اعتبره الزمزمي فضولا وتطاولا على حرمة هذا البلد ومقدساته. وقال الزمزمي في تصريح خص به "شبكة أندلس الإخبارية"، إن فتوى علماء الأزهر سياسية بالدرجة الأولى، لأنها تدخل في إطار المصلحة لا غير ، موضحا " نحن نعلم جيدا مدى العلاقة النفعية التي تجمع بين البلدين، خاصة بعد حصول مصر على تمويل مهم من السعودية يقارب الملياري سنتيم أو أكثر، لذا فتواهم لا يمكن اعتبارها سوى باطلة شرعا وقانونا ولا أساس لها من الصحة". وحول موقفه مما برره علماء الأزهر هاته الفتوى بعدم امتثال المغرب واحترامه للحساب الفلكي للسعودية ، رد الزمزمي قائلا: " غريب أمر هؤلاء الناس، جامعة الأزهر "كطوع غير فالفتاوى" دون أن تعي بأن كلامها غير منطقي ولا ينطبق مع ما هو وارد في السنة، كل ما يمكن قوله إن جامعة الأزهر تنافق السعودية، وفتواها جاءت في هذا السياق." وأعرب الشيخ الزمزمي في ذات التصريح عن استغرابه مما روجه العلماء المصريين في حق الدولة المغربية، مبديا تساؤله عن سبب عدم تشاورهم مع علماء الدين بالمغرب قبل خروجهم بهاته الفتوى التي وصفها بالمشبوهة على حد قوله، وأردف الزمزمي: " المصريون يعطون الحق للسعودية، علما أن الأخيرة تتلاعب بالهلال وهذا أمر معروف لدينا نحن علماء الدين، لذا كل ما يمكن أن أؤكده أن فتوى الأزهر باطلة وخارج التغطية ولا يعتد بها ..". يشار إلى أن رؤساء ومسئولي الدول العربية والإسلامية جميعهم اتفقوا على ضرورة الاحتفال بعيد الأضحى مع المملكة العربية السعودية لأنها البلد الذي يقف الحجاج على أرضه.. وكانت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، قد أكدت على أن احتفال المغرب اليوم بأول أيام عيد الأضحى يعد جهلا بتعاليم الدين ويخلق نوعاً من الانشقاق بين مسلمي العالم جميعاً. ونوهت بأنه كلما انتشرت العلمانية في بلد زاد فيه الجهل وعدم الاعتراف بالدين الحنيف وتعاليمه السمحة، مؤكدة أنه يجب على كل البلاد الإسلامية الاتفاق مع السعودية في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك لأنه يأتي بعد وقفة عرفات مباشرة