خجول. يتحرك دون أن يثير الانتباه. إنه محمد العلوي، الذي تحدث إليه أحد المواطنين التونسيين مطولا خلال آخر زيارة ملكية إلى تونس، دون أن يعرف أنه أمام حاجب الملك، الذي يعتبر أحد أفراد عائلته. "شخص متواضع.. جاء قبل حضور الملك للمطعم.. تعاملت معه بشكل عادي.. قال لي أنا من طنجة.. وقال لينا اجيو للمغرب مرحبا بيكم نضايفوكم.. اعتقدت انه حارس الملك.." يحكي الشاب التونسي نزيه السليمي الذي حاورته "فبراير.كوم" كيف تحدث مع ابن عمة الملك عن السياحة في المغرب، وعن السياحة في تونس، وعن الزيارة الملكية.. وكان يعتقد أنه أمام أحد حراس الملك، قبل أن يفهم، حينما جلس إلى جانب الملك وعلى نفس المائدة الغذاء، أنه شخص مقرب جدا من العائلة الملكية، وحينما سأل علم، فيما بعد أنه كان يناقش ابن عمة الملك. ظهر الى جانب الملك في عدد من الصور التي نشرت له وهو في يقضي عطلته الصيفية بالحسيمة، وهكذا ترددت ملامحه في اليخت الذي كان يسوق الملك وكذلك في السيارة الرباعية الدفع.
إنه الحاجب الملكي محمد العلوي، الذي عينه الملك محمد السادس في نونبر الماضي، والذي يحمل نفس اسم الملك محمد السادس، ازداد بمدينة طنجة في عام 1974، وهو ليس غريبا عن دار المخزن، بحكم أنه حفيد الأميرة الراحلة للا فاطمة الزهراء العزيزية، ابنة السلطان مولاي عبد العزيز، والأمير الراحل مولاي الحسن بن المهدي، وجده هو مولاي الحسن بن المهدي، الخليفة السابق للملك محمد الخامس بتطوان، وقد كان أول سفير مستقل للمغرب بلندن.
والدته أم كلتوم، هي الإبنة الصغرى للسلطان مولاي عبد العزيز، فضلت العيش ببساطة والإحتكاك بالناس، فلم يكن مفاجأ مغادرتها للإقامة الملكي بالجبل الكبير، واتجت الى الأحياء القديمة لمدينة طنجة للتقرب والإستماع الى المواطنين.
كانت أم كلثوم، مقربة كثيرا من الأميرة لالة مريم، وتقلدت منصب ثاني نائب رئيس الإتحاد الوطني للمرأة المغربية، بينما زوجها زين العابدين العلوي كان دبلوماسي سابق.
وحسب معلومات عن رفيق الملك الجديد، فقد تربى في كنف عائلته، كان تلميذا خجولا، حصل على شهادة الباكالوريا في 1993 بثانوية رونولت، سافر بعدها الى عاصمة الأنوار باريس، حيث عاد منها سنة 1999 وهو حاصل على شهادة الباكالوريا الجامعية في إدارة الأعمال الدولية من جامعة باريس اساس.